قالت وسائل إعلام سورية معارضة أنه تم العثور على الصحافي الأميركي المفقود في سوريا اوستن تايس، في أحد سجون النظام السوري قرب العاصمة دمشق.وبحسب مصادر محلية، عثرت مجموعة من الفصائل المعارضة، على تايس حافي القدمين في منطقة كانت تسيطر عليها ميليشيات مدعومة من إيران في دمشق. ولم يتم حتى الآن التأكد من هويته بشكل رسمي. ويبدو أنه تم العثور عليه وإيوائه في الأيام الماضية من قبل مواطنين في المنطقة.وتايس هو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية وكان يعمل صحافياً مستقلاً حين اختطف العام 2012 أثناء تغطيته للانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق. وكان عمره 31 عاماً حينذاك. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن خطفه.
هل هذا الصحفي الأميركي أوستن تايس؟وجده الثوار حافي القدمين في منطقة كانت تسيطر عليها ميليشيات إيران بدمشق pic.twitter.com/0bRVSsbGnj
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) December 12, 2024
لكن على مر السنوات، ساد اعتقاد واسع بأن النظام السوري يعتقله، رغم أن النظام لا يعترف بذلك أصلاً، علماً أنه لم يظهر في العلن منذ نشر تسجيل مصور على الإنترنت بعد أسابيع من اختفائه يظهر فيه محتجزاً ومعصوب العينين لدى مسلحين.ويعتقد على نطاق واسع، أن الفيديو السابق أنتج فقط للقول أن جماعات إسلامية تختطف المواطنين الأجانب في سوريا. وتؤكد تلك الحقيقة وجود مفاوضات ورسائل ومناشدات دائمة من قبل الإدارة الأميركية للنظام السوري وحليفته روسيا، طوال السنوات الـ12 الماضية، لإطلاق سراحه، حيث تشير معلومات استخباراتية إلى أنه معتقل وحي في سجون النظام السوري.وتايس هو صحافي مستقل تعاون مع العديد من الصحف ووكالات الأنباء مثل صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "سي إن إن" ومجموعة "ماكلاتشي نيوز"، ووكالة "فرانس برس". واختفى أثناء توجهه من ريف دمشق إلى لبنان، ليسافر من بيروت.ومنذ العام 2015 تتحدث تقارير إعلامية عن اتصالات سرية تتم بين الحكومة الأميركية والنظام السوري، لتأمين الافراج عن تايس، بموازاة مؤتمرات صحافية تعقدها عائلته في دول مختلفة لإبقاء قضيته حية. ونقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية العام 2015، عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، أن مبعوثاً حكومياً أميركياً تمكن من رؤية تايس في تلك السنة. ويعتقد أنه دبلوماسي تشيكي، حيث تحتفظ التشيك بسفارة لها هناك، تمثل المصالح الأميركية في دمشق.وذكرت شبكة "CBS News" في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 أن السلطات الأميركية تعتقد بأن تايس موجود لدى النظام السوري، وعزز هذه النظرية الشريط المسجل الذي ظهر في "يوتيوب" في تشرين الأول/أكتوبر 2012 والذي كان يهدف لتوجيه الاتهام لتنظيم "القاعدة"، ونشرته احدى الصفحات التابعة للنظام. علماً أن التنظيمات المتطرفة لم تكن تنتشر بالكثافة نفسها في البلاد في ذلك التاريخ، مثلما كان عليه الحال في العامين اللاحقين اللذين شهدا بروز تنظيمي "النصرة" و"داعش".وظهر تايس في الفيديو مكبلاً ومعصوب العينين بين رجال ملثمين ويرتدون الزي الافغاني بشكل مسرحي، بالاضافة لجودة التصوير وترديدهم عبارة "الله أكبر". وقال مسؤول أميركي في تعليقه على الفيديو حينها: "يبدو كأن أحدهم شاهد الكثير من الأفلام المصنوعة في أفغانستان ثم قام بمحاولة تقليدها، لكنه فعل ذلك بطريقة سيئة للغاية".واللافت هنا، أن تايس اختفى عن الأنظار لمدة عامين كاملين، وهذا أمر غير مألوف في حالة عمليات الاختطاف التي تمارسها الحركات الجهادية. لكنه أمر مألوف في سوريا الأسد التي تشرف على عمليات اعتقال تعسفي. وعزز ذلك من نظرية أن مخابرات النظام هي الجهة الخاطفة.وتعود التغريدة الأخيرة التي نشرها تايس عبر حسابه في "تويتر" إلى 11 آب/أغسطس 2012، تحدث فيها عن مشاركة مقاتلين من الجيش الحر، له في احتفاله بعيد ميلاده، كما تحدث في تغريدات أخرى عن المعارك في بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق وصفها بالأعنف بعد معارك الرستن التي قال أنها كانت حرب مفتوحة.وبعد انطلاقة الثورة السورية العام 2011، اعتبر النظام الثورة "فبركة إعلامية" وطرد مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية تباعاً بتهمة "التحريض"، واعتمد على "الإعلام المقاوم" لإيصال وجهة نظره عن الأحداث في البلاد.