هذه الأمة لا تعرف غير الحقد فيما بينها، والسمسرة لاغتيال الذات، والتنظير العشوائي، والحقد الطائش، وتغيير الجلد حسب الزعيم القائد والمحتل المستعمر، والشماته والطعن فيما بينها، والخيانة على ذاتها..هذا ما يقوله التاريخ عنها ولا زال، وقد تكون أحداث ما قبل وخلال وبعد رسالة النبي محمد خير دليل على إنها أمة الحقد والتقوقع، والكثير من الأحداث المعاصرة تعيد تجاربها التاريخية السابقة دون أن تتعلم، لا بل يتباهون بالخيانة وبالغدر، والدليل احداث لبنان، وانقلاب الاردن، والحرب العراقية، وتشتت ليبيا وزمن فلسطين الضائع.. وما أصاب سوريا اليوم!
ومنذ هروب واختفاء واعتقال وخيانة الرئيس السوري السابق لدولة سوريا بشار الأسد وكل الكل من المنظرين العرب عبر الفضائيات يتفلسفون ويتكهنون حسب ما شاهدوه من أفلام أميركية هوليودية اعتدناها، ولكنهم لا يعرفون ما حدث، والحقيقة تقول:
بشار خارج الدائرة، ونظام البعث سقط وهو ليس النظام الدكتاتوري الوحيد في العرب وبين الغرب، والدول التي قررت عنه هي الأعلم، وزمر متطرفة طائفياً استلمت البلد حتى الآن، وإسرائيل التي احتلت بعدوانها مناطق سورية تنتظر السيطرة على سورية من خلال معاهدة تطبيق استسلامية تفرضها، ونشوة مؤقته أصابت الجماعات الإرهابية التي ارتقت بملابس معاصرة، والشعب السوري الذي تنفس هو متعب من حصار أميركا " القيصر" لا يعرف ماذا ينتظره، وسورية في عين الله تحتاج الدعاء!
والنتيجة توصلنا إلى:
- لا خلاف أن سوريا السابقة كانت ملجأ للمقاومين، والمعبر الأساسي لن تكون كذلك، وهي ذاهبة إلى التقسيم، ومن دونه لن تحصل بعض الجماعات خاصة " تحرير الشام" على شرعيتها من أميركا وإسرائيل، وصمت جميع الجماعات المتطرفة عن ما تفعله إسرائيل من أجل الاعتراف بها أكبر دليل على ذلك!
- سوريا كبلد موحد حالتها حرجة، والجماعات المتأسلمة التي تربت بين إسرائيل وأميركا والمانيا وبريطانيا وتركيا بتمويل أعرابي لن تستمر بالحكم طويلاً لكونها صورة إرهابية حقيقية بنظر الغرب، وستستبدك بجماعات علمانية حسب الطلب الغربي!
- سوريا اليوم تعيش الصدمة، ومع الأيام ستتحرك الغرائز لتخلق صراعات الهيمنة والحكم، وهذا يولد فوضى مرحلة قاسية ينتهي ببناء كنتونات عديدة حسب خدماتها لأميركا وإسرائيل وروسيا وتركيا!
والعبرة تقول:
- العرب اعداء بالفطرة، وخارج سن الرشد، ويعبدون شهواتهم!
- المتأسلمون يخونون الإسلام والمسلمين والله، ولا يزالون يتعطشون إلى الدماء!
- المسيحيون المشرقيون لا يعرفون مصالحهم في بلادهم، ويزداد تقلصهم، ويعيشون على نفايات الغرب، والغرب لا يكترث لهم!
- أميركا حققت بعض من اهدافها، ولن تُهاجم، وإسرائيل لا تُنتقد وتسعى إلى مشاريعها!
- المقاومة خسرت احد معابرها المهمة لكنها ستبقى، وستتأقلم وستجد مخرجاً، فهي ليست دولة بل هي فريق وجد كرد فعل العدو، وتخرج من الأرض!
- وما حدث ليس النهاية المستقرة في منطقة متحركة سريعة التغيرات، وهذا ما علمنا التاريخ!