فاز تحقيق "العربي الجديد" المعنون "حرائق المراعي الموريتانية... إهدار المال العام عبر صفقات التراضي"، بجائزة منظمة الشفافية الشاملة (موريتانية غيرحكومية، معنية بكشف الفساد) للصحافة الاستقصائية، والتي تنظم مسابقة سنوية تضم فئة المؤسسات، والكتاب الصحافيين وفئة صناع المحتوى.وأُعلنت الجائزة ضمن فعاليات اليوم العالمي لمحاربة الفساد، في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2024. وحاز التحقيق المنشور في 31 مارس/آذار الماضي، على المركز الأول من بين 15 عملاً مشاركاً، سبعة منها تقدمت بها مؤسسات صحافية.وكشف التحقيق الذي أعده الزميل محمد الأمين محمد المامي، عن الهدر المالي العام من خلال منح الحكومة الموريتانية مشاريع شق مسارات عازلة لمنع تمدد النيران في المراعي والغابات، إلى شركة حكومية، بـ"التراضي"، مشيراً إلى أن رسوّ عقد المشروع على الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال SNAAT (حكومية) اتسم بمخالفات كبيرة، كما أن عملها لم يكن مجدياً، في ظل عدم صيانة الطرق القديمة البالغ طولها 6600 كيلومتر، وعدم الالتزام بالمعايير الفنية في شق الطرق الجديدة بإجمالي 1400 كيلومتر.ويتجلى عدم التزام الشركة بالمواصفات الفنية للطرق، بما يقيها الحرائق، في مخالفات بين ما تم التعاقد عليه وما جرى تنفيذه على أرض الواقع، من حيث طول مقاطع الطرق وعرضها، وفق ما وثقه مُعدّ التحقيق، عبر التقرير العام السنوي الصادر عن محكمة الحسابات (هيئة عليا مستقلة لرقابة الأموال العمومية) في يوليو/تموز 2023 والذي رصد مخالفات وقعت خلال الأعوام 2019 و2020 و2021.وتتلف الحرائق الريفية في الولايات الرعوية، 300 ألف هكتار سنوياً، بحسب وزيرة البيئة والتنمية المستدامة السابقة، مريم بنت البكاي، والتي تقدر الخسائر السنوية الناتجة عن تلك الحرائق بـ750 مليون أوقية جديدة (21 مليون و428 ألف دولار).وفاز قسم التحقيقات بمجموعة من الجوائز المتنوعة في مسابقات محلية وإقليمية ودولية، كما تميزت تحقيقات عديدة بردود أفعال مهمة، شملت تقديم السلطات التنفيذية حلولاً للمشاكل والقضايا والظواهر التي تناولتها، كما نقلتها عن "العربي الجديد" وسائط إعلامية محلية ودولية.يمكن قراءة التحقيق كاملاً في موقع "العربي الجديد" بالنقر هنا.