تداول ناشطون سوريون مقطع فيديو يُظهر لحظة اعتقال قائد "قوات الدفاع الوطني" السابق في مدينة حماة، طلال الدقاق، استعداداً لإعدامه، ما أثار جدلاً واسعاً حول مشروعية هذه المحاكمات الثورية وتأثيرها في مستقبل سوريا بعد سقوط النظام، في وقت يتخوف فيه كثيرون من انتشار أوسع للعنف خارج نطاق القانون.
وبحسب المعلومات المتداولة، تم اعتقال شخص يُشتبه في أنه الدقاق، بتهمة ارتكابه جرائم فظيعة خلال الحرب السورية، شملت تعذيب المعتقلين وعمليات قتل وحشية. وأُعلن عن تجهيزات لإعدامه في ساحة حماة الشهيرة، مع تحديد يوم الجمعة لتنفيذ الحكم. ثم نفت مصادر محلية تلك المزاعم، مؤكدة أن الشخص الذي تم اعتقاله ليس الدقاق، وأشارت إلى أنه قد تم الإفراج عنه بعد التحقق من هويته.في المقابل، ظهر الدقاق في مقطع فيديو آخر، أكد فيه أنه مازال طليقاً ولم يتم اعتقاله، ما زاد من الشكوك حول صحة الفيديو الأول.وعرف الدقاق، الملقب بـ"شبيح حماة الأول"، بوحشيته خلال فترة الحرب. من أشهر ممارساته المثيرة للصدمة إطعام الأُسود التي يربّيها لحم المعتقلين أو الأحصنة الحية. وتداولت وسائل إعلام محلية وعربية، العام 2018 مقطع فيديو يظهره وهو يلقي حصاناً حياً إلى أسدين جائعين.ويتحدث ناشطون وصحافيون سوريون منذ سنوات، عن أن الدقاق كان مسؤولاً عن مقتل العشرات من أنصار المعارضة في حماة، حيث كان اسمه يثير الرعب بين أهالي المحافظة. وتسببت ممارساته العنيفة، مثل الحرق بأعقاب السجائر والضرب الوحشي أثناء الاستجواب، في تعذيب مئات المعتقلين.وكان الدقاق الملقب بـ"أبو صخر"، يتزعم ميلشيا تقدّر بأكثر من 1500 عنصر من المتطوعين في "المخابرات الجوية"، وامتلك علاقات قوية مع زعيم ميلشيا "قوات النمر" العميد سهيل الحسن، وتحول العام 2018 إلى أكبر تجار مدينة حماة، في وقت كان فيه أمراء الحرب وقادة الميليشيات يبسطون سيطرتهم على اقتصاد البلاد.وفي ذلك الوقت، كانت ثروة الدقاق التي جمعها خلال سيطرته على حماة تقدر بمئات ملايين الليرات السورية، عبر احتكاره لتهريب المحروقات من مدينة حماة إلى إدلب وريفها عن طريق معبر أبو دالي شرقي حماة، وتجارة تهريب المواد الغذائية من وإلى الشمال السوري، وتهريب السيارات من دون ترخيص ومنحها مهمات أمنية من "المخابرات الجوية"، إضافة إلى تجارة العقاقير الطبية المُخدّرة والمخدرات.ومع انتشار الفيديو، حذر حقوقيون من خطورة انزلاق المعارضة إلى تصفية الحسابات بطريقة غير قانونية قد تفتح الباب أمام اقتتال داخلي يعمق أزمة البلاد. ودعا ناشطون إلى تقديم المتهمين للعدالة في محاكم مدنية بدلاً من اللجوء إلى الإعدام الفوري من قبل مسلحين، معتبرين أن هذه المحاكمات قد تفقد المعارضة شرعيتها.
#جلوان #Jalwanالشبيح طلال الدقاق يوثق بمقطع مصور أن ماروج عن اعتقاله واعدامه كذب وانه بخير ولم يعتقله أحد . pic.twitter.com/U8UwERJ1nM
— Jalwan جلوان (@jaleannews) December 10, 2024