كشف مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، أن اجتماعاً ضم فصائل فلسطينية وإدارة العمليات العسكرية في مخيم اليرموك بالعاصمة دمشق، تطرّق إلى عدد من المواضيع، ونوقشت خلاله الكثير من الهواجس التي تهمّ الفلسطينيين بسوريا في المرحلة المقبلة.وقال المسؤول الفلسطيني الذي كان حاضراً، إن الاجتماع ضمّ الفصائل التالية: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حركة الجهاد الإسلامي، جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، القيادة العامّة، الصاعقة. إضافة إلى أحد قياديي إدارة العمليات العسكرية التي سيطرت على دمشق. ولم تحضره حركتا فتح وحماس.الموقف الجديدبدأ الاجتماع بحديث مطوّل تولّاه القيادي في إدارة العمليات حول موقف السلطات الجديدة من فلسطين، فأكّد أنه موقف تاريخي وثابت لا يتغير "بغض النظر عن متاجرة النظام المجرم بهذه القضية". وبالنسبة لحقوق الفلسطينيين المدنية شدد على أن هذه الحقوق "ليست منّة من النظام السابق، بل هي قوانين ثابتة سبقت وجوده بسنوات طويلة، وهذا نابع من شعور إنساني لدى الشعب السوري تجاه ضيوفه وأهله من الفلسطينيين".بعدها جرى التطرّق إلى أوضاع الفصائل الفلسطينية، فتم الاتفاق على تسليم القواعد العسكرية للفصائل خارج المخيمات الفلسطينية في سوريا. أما المكاتب داخل المخيمات "فتبقى مفتوحة بوجود أسلحة فردية فقط، إلى حين تنظيم أوضاعها القانونية".القيادي في إدارة العمليات شدد على أن هذا الاتفاق هو اتفاق مؤقت. وفي إشارة ضمنية إلى الفصائل القريبة من النظام السابق، قال إنه لن يكون في المرحلة المقبلة فصائل لها خصوصية لدى الدولة السورية، وأن الجرائم التي حدثت سابقاً "سيجري التعامل مع مرتكبيها بمعزل عن الفصائل التي ينتمون إليها".أهمية الاجتماعيحمل هذا الاجتماع أهمية قصوى، فهو الاجتماع الأوّل، فضلاً عن أنه نتج عنه اتفاق أوّلي، تبعه تسليم الأسلحة في مخيم اليرموك. كما لوحظ أن المنتسبين إلى الفصائل الفلسطينية التي قاتلت بصفوف النظام، دون أن تتورط هذه العناصر بجرائم، ذهبوا إلى أعمالهم، ولم يتعرّضوا لأية عمليات ثأر.وفي حديث أجرته "المدن" مع أحد الناشطين في مخيم اليرموك، وهو معتقل سابق عام 2018 لتسعة أشهر دون أية تهمة، أكّد أن مزاولة غير المتورطين في الجرائم لأعمالهم، رغم انتسابهم لفصائل قاتلت مع النظام "لا يعني التساهل معهم، وعدم ملاحقتهم في المحاكم، كما أن المزاج العام يرفض المصالحات دون عدالة، فقد حدثت مجاعة مرعبة في مخيم اليرموك، وهناك أكثر من 600 فلسطيني في سورية قُتلوا تحت التعذيب، ومن حقهم أن ينال قاتلوهم العقاب".ومن المتوقع أن يكون لاجتماع الفصائل الفلسطينية مع إدارة العمليات العسكرية أثر على سلاح الفصائل الفلسطينية في لبنان، نظراً لأن القيادات الرئيسية هي في سوريا، وعادة ما كانت تتحكم الأخيرة إلى حد بعيد بسلاح العديد من الفصائل الفلسطينية. لذلك سرت شائعات عن تسليم بعض المواقع الفلسطينية خارج المخيمات في قوسايا والسلطان يعقوب بالبقاع للجيش اللبناني. لكن المسؤول العسكري للقيادة العامة في لبنان أبو راتب نفى هذه المعلومات، واعتبرها شائعات لا تمت للحقيقة بصلة.