أشار أندرو تشان، محلل الائتمان في "بلومبرغ انتليجنس"، إلى أنّ الصين يمكن أن تبرز كمستفيد محتمل من النفط السوري، في حال أفضت الأحداث الأخيرة إلى تحقيق استقرار سياسي في سوريا على المدى الطويل. وبرّر تشان هذا التحليل بالإشارة إلى أنّ شركات صينيّة مثل "سي إن بي سي" (CNPC) و"سينوبك غروب" (Sinopec Group)، تمتلك بالفعل أصولاً في مجال التنقيب وإنتاج النفط في سوريا، غير أنّها قلصت نشاطها هناك ولم تستفد من هذه الأصول بسبب الحرب الأهلية.
وحتّى هذه اللحظة، مازالت شركة "سي إن بي سي" تمتلك حصة في شركة "الفرات"، إحدى أكبر شركات النفط السورية. في حين أنّ شركة "سينوبك" استحوذت عام 2008 على شركة "تانجانيكا أويل" (Tanganyika Oil) السوريّة، المختصّة بإنتاج النفط الثقيل. وحصلت "سينوبك" يومها على هذا الامتياز في سوريا مقابل ملياري دولار. إلا أنّ الصين عانت منذ العام 2011 من تداعيات الحرب السوريّة. إذ تراجع إنتاج النفط في سوريا من 353 ألف برميل يومياً في عام 2011، إلى 40 ألف برميل يومياً فقط في 2023. ولهذا السبب، لم تتمكّن الصين من تحقيق أرباح أو منافع من استثماراتها في قطاع الطاقة السوري. ومن البديهي أن تنتظر الصين حاليًا فرصة دخول سوريا في مسار سياسي يُنهي الحرب الأهليّة القائمة، للتمكّن من جني ثمار استثماراتها القديمة.ومع ذلك، رأى تشان أنّه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستلتزم بالعقود التي وُقّعت مع النظام السابق. إذ قد يرتأي القادة السوريون الجدد عدم المضي قدمًا في الامتيازات القديمة التي منحها النظام القديم في قطاع الطاقة، وخصوصًا تلك التي مضت عقود عدّة على منحها.