2024- 12 - 12   |   بحث في الموقع  
logo الجيش يعلن تسلّم الشحنة الثانية من هبة الوقود القطرية logo ضباط نازيون فروا بعد الهولوكوست…ساعدوا الأسد في "إبداع" معتقلاته logo "آيا صوفيا" الحموية و"السيدة زينب" بخير...مهما روّج الممانعون logo بري بحث مع زوّاره في المستجدات logo افرام اعلن رسميًا ترشحه لرئاسة الجمهورية logo تحديات المرحلة الانتقالية في سوريا: توسيع المشاركة لتحقيق الإجماع logo إسرائيل تهجّر قرى في جنوب سوريا وتنزع سلاحها بالقوة logo مغني "يا بشار متلك مين" يطلق موّالاً يتغزل بـ"الجولاني"
إشكاليات الانتصار والهزيمة.. نقاش هادئ على ضفاف الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية!.. وسام مصطفى
2024-12-10 08:26:00

من الآخر وبدون مقدّمات.. منذ أن أعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في السابع والعشرين من الشهر الفائت موافقته على وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، بدأت الآراء والمواقف السياسية والتحليلات الإعلامية بطرح تقييمات متباينة حول نتائج الحرب، وانقسمت بشكل حاد إلى فئتين.


الأولى رأت أن “إسرائيل” استطاعت أن تهزم المقاومة ومحورها من خلال اغتيال قادتها الأساسيين على مستويات القرار السياسي والعسكري والأمني والإعلامي وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصر الله، وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية العسكرية في الجنوب على وجه الخصوص، فضلاً عن إلحاق الدمار الواسع بالمناطق المحسوبة على بيئة المقاومة وأهمها في الضاحية الجنوبية، هذا إلى جانب المعاناة الكبيرة التي عاشها النازحون من الأماكن المستهدفة وانتشارهم في المناطق اللبنانية، واضطرارهم إلى ترك منازلهم وأرزاقهم واللجوء إلى مقرات إيواء لا يحوز أغلبها على الشروط المعيشية المناسبة.


وتحاجج هذه الفئة بأنه كان بإمكان حزب الله أن يرضخ للمطالبات التي أصرّت عليه بعدم التورّط في معركة إسناده للفلسطينيين، واتّباعه سياسة الحياد وعدم التدخّل في معركة لا شأن للبنان بها خوفاً من استفزاز نتنياهو وتحويل حربه إلى البلاد، واستعادة الوقائع التي سبقت ورافقت وتلت حرب تموز العام 2006، والتي انتهت إلى وقف إطلاق النار وإصدار القرار 1701، ولكن بعد أن ألحقت “إسرائيل” الدمار بالعديد من المناطق اللبنانية ما أرهق لبنان وأغرقه في أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة لا طاقة له على تحمّلها، أما في الشق السياسي فأعادت هذه الفئة مطالباتها بسحب سلاح الحزب وعدم السماح له بامتلاك قرار الحرب والسلم، وتمكين الجيش اللبناني من بسط سلطته على الأراضي اللبنانية.


الفئة الثانية، تؤكد أن المجريات الميدانية تشكّل هزيمة صريحة لإسرائيل وانتصاراً للبنان يمكن البناء عليه في بناء منظومة دفاعية، ويكفي أن المقاومة استطاعت أن تحبط مساعي نتنياهو بتحقيق أهدافه المعلنة لكي تعدّ نتائج الحرب انتصاراً كاملاً يفوق انتصار العام 2006 على حد تعبير الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فإن المعركة التي خاضتها المقاومة لم تكن ضد “إسرائيل” وحدها بل في مواجهة حلف عالمي مزوّد بأخطر وأقسى أنواع الأسلحة فتكاً وتدميراً ووحشية وأكثرها تطوراً على المستوى التكنولوجي والاستخباري، ولم تكن محصورة في رقعة جغرافية محدّدة، بل كانت المواجهة في البرّ والبحر والجوّ وكذلك في الفضاء، وتواجه الهجمات الشرسة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل في حملات منسّقة بشكل ممنهج مرفقة باستنفار دعائي شامل، وكلّ ذلك كان معدّاً على مدى 18 عاماً وشاركت فيه القوى الكبرى جميعها خدمةً للمشروع الأمريكي – الإسرائيلي التوسّعي في المنطقة.


ويقول أصحاب هذه الفئة إن المقاومة لم تكن تخوض معركتها الخاصة بل خاضتها نيابة عن لبنان والعرب والمسلمين جميعاً، على غرار ما أعلنه نتنياهو من أنه كان يخوض حربه نيابةً عن الولايات المتحدة وما أسماه “العالم المتحضّر”، ولولا أنها توانت عن الإقدام فإنها كانت ستلاقي مصيرها بالإبادة والإلغاء، وسيفقد لبنان أحد أهم موارد قوّته التي يستطيع من خلالها الدفاع عن سيادته وقراره الحرّ والحفاظ على ثرواته من النهب والسرقة على يد الصهاينة؛ ويصرّ هؤلاء على أن ما حصل هو انتصار بكل ما للكلمة من معنى حيث إن العدو لم يستطع أن يتجاوز بضعة كيلومترات داخل الأراض اللبنانية خلال أكثر من سبعين يوماً من المواجهات والغارات الوحشية التي لم توفّر المدنيين والعزّل في مناطق بعيدة عن محاور القتال، واضطر العدو صاغراً على القبول بالقرار 1701 نفسه، والذي يحدّد جنوبي نهر الليطاني كمجال ميداني لوقف الأعمال الحربية، ودون إلغاء حق المقاومة في الدفاع عن لبنان حال وقوع اعتداءات إسرائيلية.


وبمعزل عن رؤى هاتين الفئتين، لا بدّ من التوقف عند تعريف قيم الانتصار والهزيمة في الحرب الأمريكية – الإسرائيلية المستمرة منذ 14 شهراً على المنطقة كلّها، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى انعدام التكافؤ والتوازن في القوى المادية والبشرية بين الطرفين والتي تميل بنسبة هائلة لمصلحة الحلف الأمريكي – الإسرائيلي. ومنطق الأمر يفيد بأن أي حرب لا بد لها أن تترافق مع أعمال قصف وقتل وتدمير، مع ما يجرّ ذلك على طرفي القتال من خسائر بشرية ومادية ومشاكل اقتصادية واجتماعية، وهذا ما حصل للمقاومة ولبيئتها ومناطقها، ولكن هذا الأمر حصل أيضاً للعدو وجيشه وبيئته ومناطقه ومجتمعه الديمغرافي، وكذلك لمؤسساته الاقتصادية ومستوياته السياسية التي تشهد انقساماً غير مسبوق في الكيان الصهيوني.


إن حسم تعريف قيم الانتصار والهزيمة لا يتعلق بالضرورة بإحصاء الأرقام والخسائر، بل بالنتائج الكلّية ولما انتهت إليه المعركة من تموضع لطرفي القتال وقدرة كل منهما على الاستمرار، فلو كان نتنياهو وجيشه قادراً على إكمال الحرب لم يكن ليوقفها فيما المقاومة ما تزال قادرة على المبادرة، إلا أنها حتى الآن تلتزم بما تم التوصل إليه من اتفاق واليد على الزناد إذا ارتأت رداً ضرورياً على الانتهاكات التي يرتكبها العدو، وهذا ما فعلته مؤخراً ولن تتردّد في تكراره حين الضرورة. كما أن هناك عاملاً آخر في حسم التعريف ويتعلّق بالاعتبارات التي يؤمن بها كلا الفئتين والخلفيات التي تنطلقان منها، وهنا تكمن القضية الجوهرية في علاقتها بمفهوم الوطن والمواطنة وتصنيف العدو من الصديق أو الحليف، والمتطلّبات الميدانية التي يحتّمها الدفاع عن لبنان وشعبه، اللهم إلا إذا كان البعض يرى في معادلة الدفاع لعبة بلاي ستايشن!!

موقع سفير الشمال الإلكتروني





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top