منذ ولادة لبنان وكان يعاني من الأزمات ولعل أبرزها التي أثرت على مجرى تاريخه الحديث وهي الإقتتال الداخلي ودخول الجيش الإسرائيلي وقوات الردع العربية وعلى رأسها الجيش أو القوات السورية والتي بقيت في لبنان حتى العام 2005.
نحنا (وهنا أقول من سار مع الشرعية اللبنانية والبدلة العسكرية الشرعية) أُصِبنا من الجيش السوري عندما حلقت طائراته السوخوي فوق بعبدا وقصفت قصر الشعب ودخلت قواته زاحفةً نحو آخر معاقل الحرية، التي قادها العماد ميشال عون، قبل أن تشكل هذه القوات تحالفاً مع الميليشيات المحلية التي شجعت الأسد الأب عبر الياس الهراوي الى القضاء على ما أسموه "حالة ميشال عون الشاذة" وأعطوه ضمانات بالمساندة عبر المشاة والمدفعية وعبر إعطاء الغطاء المسيحي لحكومات الإحتلال والذي إستمر من العام 1990 وحتى ال 1994. ونحن أَصَبنا عندما قال العماد ميشال عون من تحت القصف " هل من الجريمة أن نقول لسوريا وغيرها أننا نريد معها أفضل العلاقات دون التهويل بالمدفع، وبعيداً عن منطق القوة والإستقواء؟ "
أصاب الجنرال لأنه يعرف مدى التداخل الثقافي والتاريخي والإجتماعي بين الشعبين اللبناني والسوري، ومدى تأثير سوريا إقتصادياً وإجتماعياً وجيوسياسياً على لبنان بحكم الموقع الجغرافي.
نحن أُصِبنا عندما ناضلنا وإنسجنا وسُحِلنا في الطرقات، يوم كان زعماء لبنان يذهبون زحفاً زحفاً نحو عنجر لإستجداء المقاعد والمراكز، وعدنا وأُصِبنا عندما سرقوا في 14 آذار 2005 منا نضالنا وصاروا يتبجحون بخطاب الحرية والتحرر ويُنشِدون نشيدنا "حرية سيادة إستقلال" وأيضاً نحن أَصَبنا عندما مددنا يدنا للجميع لكي نبني سوياً لبنان "الأكبر من أي يبلع والأصغر من أن يُقَسَم".
وبقينا على هذه الحالة نُصاب ونُصيب، نُصاب في السياسة ونُصيب بالحفاظ على المبادئ لاسيما التي تقول "أن نكون بُعداً لبنانياً في الخارج لا بُعداً خارجياً في الداخل" وتجلى هذا في خطابات رئيس التيار الوزير جبران باسيل الذي قال من منبر جامعة الدول العربية بأهمية عودة جمهورية سوريا إليها وعاد وقال أنا لست رجل سوريا في لبنان بل رجل لبنان أينما كان.
نحن ما يعنينا اليوم هو لبنان، إن سقط نظام الأسد أو حكم غيره البلد، لا نشمت ولا نستضعف أحد، فنحن من مدرسة "إذا إنتصرت لا تُذِل، وإذا إنهزمت لا تنسحق" ولا ننشد سوى للبنان ونطالب بتحييده وحمايته وتحصينه عبر إنتخاب رئيس جمهورية جامع لكافة أطياف لبنان لا يكسر فريقاً على حساب آخر، بل يرفع كل اللبنانيين الى مستوى مواطنين حاصلين على حقوقهم كاملة.
نعم أُصِبنا وأَصَبنا، ولكن المهم أن لا يُصاب لبنان.