واصلت الطائرات الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي، قصف ما تبقى من أسلحة وقواعد ومنظومات عسكرية سورية، بينما تواصل قوات جيش الاحتلال البرية التوغل والتمشيط داخل قرى القنيطرة، وفي جبل الشيخ.
قصف مستمر
وقالت مصادر محلية لـ"المدن"، إن غارات جوية استهدفت "اللواء-112"، بين مدينتي نوى والشيخ مسكين، في ريف درعا الغربي، بينما قٌتل مدنيان وأصيب ثالث بقصف مماثل استهدف "اللواء-12"، في مدينة أزرع، في ريف درعا الأوسط. وكذلك، قصفت مقاتلات الاحتلال بـ7 غارات، مستودعات "الكم" العسكرية، في محيط بلدة محجة، شمالاً.
سبق ذلك، غارات جوية استهدف مستودعات سلاح وذخيرة ومنظومات عسكرية ورادارات داخل الفرقة التاسعة، في مدينة الصنمين، بريف درعا الشمالي، وسط استمرار تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء المنطقة.
إضافة لذلك، فقد استهدفت الغارات مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية للنظام السوري المخلوع، في اللاذقية وطرطوس ودمشق وريفها. وخلال الساعات الماضية، تعرضت عدة مطارات عسكرية لغارات لجوية، أسفرت عن تدمير مقاتلات سورية، لاسيما في مطاري المزة العسكري، في دمشق، وخلخلة، في ريف السويداء.
كما تم استهداف مركز البحوث العلمية في جمرايا، غرب دمشق، والذي يضم برامج تطوير أسلحة كيماوية وصواريخ بالستية، حسب التقارير.
القدرات الصاروخية
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش يعمل على تدمير "كل هدف عسكري محتمل" تابع للنظام السوري المخلوع، بما في ذلك الدبابات والطائرات ومنشآت المخابرات والمعدات العسكرية المتقدمة، مشيرةً إلى أن الغارات تتم بقنابل ثقيلة تزن طناً وأخرى خارقة للمخابئ.
بدورها نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، عن وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر، قوله إن الجيش الإسرائيلي هاجم القدرات المتبقية من الأسلحة الكيماوية والقدرات الصاروخية طويلة المدى في سوريا.
وزعم ساعر أن تلك الهجمات هي للحفاظ على "أمن دولة إسرائيل ومواطنيها"، و"حتى لا تقع (الأسلحة) بأيدي الأنظمة المتطرفة"، لافتاً إلى أن إسرائيل على تواصل مع الدروز والأكراد داخل سوريا.
ولفتت وسائل إعلام عبرية إلى أن طائرات إسرائيلية دمّرت عشرات الطائرات السورية من طراز "ميغ-29"، بغارات داخل سوريا.
التوغل مستمر
يأتي ذلك فيما تواصل قوات برية إسرائيلية التوغل والتمشيط داخل الأراضي السورية، بعد احتلال الجيش الإسرائيلي لجبل الشيخ، والمنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل، في القنيطرة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي على منصة "إكس"، إن قوات المظليين إلى جانب قوات أخرى دخلت المنطقة العازلة داخل سوريا "لتعزيز حماية الحدود"، وانتشرت في "نقاط مسيطرة" داخلها، بينما تقوم "الفرقة-211" بـ"نشاط استباقي بهدف ضمان حماية سكان هضبة الجولان، في ظل التطورات الداخلية في سوريا".
وأضاف أن "قوات الهندسة، المشاة، والمدرعات تعمل تحت قيادة الألوية الإقليمية وهي منتشرة على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا بهدف تعزيز الدفاع في المنطقة". ونشر المتحدث صوراً للعمليات الإسرائيلية داخل جبل الشيخ والمنطقة العازلة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين قولهم إن اتفاق فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974، "قد مات". من جهته، قال ساعر إن الانتشار الإسرائيلي في سوريا هو "مرحلة مؤقتة"، وجاء بعد انتهاك لاتفاق فصل القوات من الجانب السوري.
وقالت القناة (12) الإسرائيلية إن انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في سوريا، "قابل للتغيير وفقاً للتطورات"، فيمال قال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي للقناة (13)، إنه "لم يتقرر بعد بالضبط، ما هي الأراضي التي ستسيطر عليها إسرائيل على الحدود السورية، وإلى متى سيتم الاحتفاظ بهذه الأراضي".
من جانبه، قال متحدث باسم القوات الأممية العاملة في سوريا، لشبكة "سي إن إن": "ما زلنا في مواقعنا رغم سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة".