2024- 12 - 25   |   بحث في الموقع  
logo استغل نزوح سكان راشيا الفخار في الحرب وهذا ما فعله.. قوى الأمن بالمرصاد logo البطريرك الراعي في عظة قداس الميلاد: ميلاد المسيح حدث تاريخيّ ذو مضمون لاهوتيّ logo البطريرك روفائيل بيدروس: الرجوع إلى انتمائنا وإلى وطنيتِنا رمز الانتماء logo زاخاروفا: نظام كييف يهدد الغرب logo بالفيديو: قتيل واصابات بانفجار في مركز تجاري جنوبي روسيا logo مقتل متظاهر ورجال أمن بتظاهرات الساحل السوري:المقطع المسرب قديم logo أبرشيّة أنطلياس المارونيّة: الأبرشيّة لا توافق على الطريقة التي اعتمدها الكاهن logo ماذا يجري في الناقورة؟ هذه آخر المعلومات
سوريا سقف الأقبية...قصور الأسد والمسالخ البشرية
2024-12-09 11:25:44

سقطت سوريا الأسد. سقط النظام الذي نشر القهر والموت والخوف والفقر طوال 54 عاماً، وترك وراءه الأقبية والأنفاق التي حفرها تحت الأرض وباتت تنكشف أمام العالم، فاضحة معها التناقض الهائل بين الحياة المرفهة للعائلة الحاكمة في قصورها الموصولة ببعضها البعض في دمشق، وحياة مئات آلاف الأفراد، في المعتقلات الممتدة تحت الأرض، في العاصمة ومحيطها ومدن سورية أخرى.
السقوط المدوي السريع للنظام نشر تأثيراً عاطفياً ثقيلاً، لأن المعلومات التي كان الصحافيون والناشطون والمدافعون عن حقوق الإنسان يسردونها ويكتبونها طوال سنوات وسنوات، باتت تتكشف بالصوت والصورة، مفرزة تناقضاً مع صورة القصور الفارهة التي عاشت فيها عائلة الرئيس المخلوع، وساهمت في ذلك السرعة التي حصل فيها انهيار النظام، بحيث بقي كل شيء في مكانه تقريباً، بينما انكشفت سجون ومعتقلات في أماكن من العاصمة مثل باب مصلى وكفرسوسة والسومرية.وفي كل لحظة كان فيها السوريون يمشون فوق تلك المعتقلات أو بقربها، كان تحت أقدامهم ربما معتقلون يعانون أشد أنواع التعذيب أو ظروف الاعتقال التعسفي المُجرِّدة من الإنسانية، من دون أن يعرف بوجودهم أحد، ومن دون أن تتوافر عنهم معلومات لأهلهم، ومن دون أن يسمع صرخاتهم من تحت الأرض أحد، إن استطاعوا الصراخ. وبالقرب من أولئك السوريين أيضاً، كانت قصور الأسد التي تحتوي أنفاقاً وأقبية فاخرة تحت الأرض، تصل القصور ببعضها البعض، من المالكي إلى جبل قاسيون إلى القصر الجمهوري.
مشاهد متداولة تُظهر سراديب سرية عميقة تحت القصر الجمهوري في دمشق، محفورة بعشرات الأمتار تحت الأرض. pic.twitter.com/PCFtPAOPbN
— يني شفق العربية (@YeniSafakArabic) December 8, 2024
وإن كانت المظاهر البصرية التي حكم بها النظام، الفضاء العام في البلاد، من التماثيل إلى صور العائلة الحاكمة إلى الإعلام الرسمي والهندسة المعمارية وغيرها، ركائز للحديث عن أساليب الحكم الأسدي للسوريين ومحاولته أدلجتهم، فإن ما تحت الأرض ربما يعبّر عن جوهر ذلك النظام، القائم على الخوف والبارانويا، ويثبت أن النظام الذي أوغل في وحشيته، كان يدرك منذ عقود أنه فاقد للشرعية التي تأتي أولاً وأخيراً من الإرادة الشعبية، مهما حاول ذر الرماد في العيون وتشويه الحقائق.وأقبية المعتقلات التي انتشرت منها صور ومقاطع فيديو، لا تكشف سوى القليل، بانتظار مزيد من التدقيق والفحص والمعلومات التي تتجاوز التصوير السريع في غمرة الاندفاع لمساعدة المعتقلين. لكنها كافية لبث الرعب في القلوب، من الدماء والصرخات التي ما زال يسمع صداها في كل مكان، إلى الأبواب الحديدية والزنزانات المكتظة حتى بالنساء والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات، فيما كان هنالك أشخاص فقدوا ذاكرتهم وآخرون لم يعرفوا ماذا يفعلون وظنوا أن ما يحدث من حولهم تجربة من حرس السجن لمعاقبتهم قبل إعدامهم مثلاً. وتبقى المَشاهد من "سجن صيدنايا المركزي" الذي تصفه منظمة العفو الدولية "أمنستي" بـ"المسلخ البشري"، هي الأكثر تأثيراً.
قصر ماهر الأسد في #دمشق… سراديب وأقبية تحت الأرض بتقنيات حديثة pic.twitter.com/oI1DsupMKN
— ZAMANALWSL - زمان الوصل (@zamanalwsl) December 8, 2024
هذه المعتقلات سيئة السمعة تشكل تجسيداً للصمت والسرية والتعتيم الذي فرضه النظام السوري على البلاد ومحاربته للإعلام والمفكرين والأصوات الحرة، ليس فقط من ناحية اعتقالهم وزجهم في ذلك السجن المخيف، بل أيضاً لأنه طوال العقود الماضية لم تكن هناك صورة واحدة من السجن، حتى أمس الأحد الذي شهد أول صور تبث على الإطلاق من داخل السجن المروع الذي يشكل بحد ذاته أسطورة شفهية للرعب كرسها النظام بين السوريين، من دون أن يروها حتى، لتكريس حكمه القائم على العنف والتخويف.ولا يمكن تخيل ما عاناه مئات الآلاف من المعتقلين هناك، حتى مع قراءة شهادات الناجين، لأن ما خفي كان أعظم فعلاً. التعذيب اليومي، اليأس، واختفاء الهوية لصالح أرقام، وتحديداً الظلام الذي ميز كل تلك الأقبية المروعة، حيث لا يرى المعتقلون الضوء لسنوات وسنوات.بالعكس، تبدو قصور الأسد حتى تحت الأرض غامرة بالنور، مع الكهرباء التي حُرم منها ملايين السوريين بحجة التقنين حتى قبل ثورة العام 2011. وانتشرت صور ومقاطع فيديو لأقبية فاخرة خاصة بماهر الأسد وبشار الأسد على حد سواء. وفي الحالتين كان هناك انتشار للمظاهر الأمنية والأثاث الفاخر والأبواب الحديدية المصفحة، والممتلكات الثمينة، إلى حد تصوير فيديو يظهر دفتراً سجلت عليه أسماء الأسد، نفسها، الهدايا التي حصلت عليها من ملوك ورؤساء ونافذين حول العالم، وتتضمن ساعات ومجوهرات.
View this post on Instagram
A post shared by ꧁


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top