شكل الانسحاب المفاجئ للفرقة الرابعة من على طول الشريط الحدودي في المنطقة الشمالية، إضافة الى إقدام عناصر الهجانة على حرق الخيم الخاصة بهم قبل الانسحاب من المراكز المتاخمة للحدود مع منطقة وادي خالد، حالة من الارتياح لدى أبناء المنطقة الذين كانوا يترقبون نتائج معارك بلدة القصير قبل أن يفاجأوا بالاحتفالات تعم المنطقة وسط إطلاق نار كثيف وتحليق لطيران العدو الاسرائيلي الذي واكب عملية التسلم والتسليم في الداخل السوري، وعمد الى قصف المعابر في الهرمل.
حالة من الفوضى سيطرت على المعابر الحدودية الشرعية (معبر جسر قمار ، العبودية والعريضة) والتي تم قصفها من قبل العدو الاسرائيلي حيث تم حرق الأمانات من الجهة السورية وأقدم لبنانيون على تكسير وسرقة محتويات المراكز في الداخل السوري بعد إنسحاب الجيش منها.
أما في ما يتعلق بالقرى والبلدات في سهل عكار المتداخلة مذهبيا فقد عمتها الاحتفالات بسقوط نظام بشار الأسد مقابل صمت وترقب في البلدات ذات الغالبية العلوية، التي لا يقتصر قلقها على البعد السياسي، بل يأخذ بعدا آخر فيه جانب أمني يقلق الجيش اللبناني الذي إنتشر بكثافة عند المعابر وفي المنطقة، تحسبا لأي طارئ، كما يوجد عنصر قلق آخر يتعلق بالحساسية الموجودة لدى مجموعات من لون طائفي تخشى أن تتعرض للاضطهاد على أيدي المسلحين.
ويبقى السؤال المطروح حاليا ما هو البديل عن الجيش السوري؟، ومن سيتمركز على الحدود الشمالية مع سوريا خصوصا أن الحدود مشرعة مع تمركز الجيش اللبناني في مراكزه المنتشرة في منطقة وادي خالد من دون أي تواجد له على الأرض؟، وما هي العناوين التي ستطرحها المعارضة والتي يتبناها أبناء وادي خالد، الذين يؤكدون أن العديد من النازحين غادروا الى مناطق القصير لتفقد ممتلكاتهم على أمل العودة السريعة من لبنان بعد نزوح دام 13 عاما؟.