حلت التطورات السياسية والأمنية في سوريا على رأس الاهتمامات لدى الشعب اللبناني بكل اطيافه لاسيما في شمال لبنان، فما أن تم إعلان سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق حتى بات الحديث الأبرز في مختلف المجالس حول ماذا بعد ذلك؟ وما مصير الرئيس السوري بشار الاسد؟ ومن سيحكم سوريا؟ وما تأثير سقوط النظام السوري على لبنان؟.
اسئلة عديدة ستكشف الايام المقبلة اجوبتها، فيما حالياً تعددت ردات الفعل على الاراضي اللبنانية الشمالية حول ما يجري في سوريا، حيث عم الفرح والابتهاج مناطق، فيما ساد الحذر والارتباك مناطق اخرى، ليصاب المواطنون بالذهول في اماكن الى الشماتة وفتح الدفاتر العتيقة في اماكن اخرى.
في طرابلس لم يتوقف اطلاق النار ابتهاجاً منذ لحظة سقوط العاصمة دمشق مترافقاً مع المواكب السيارة والاغاني الثورية وكذلك فعلت الضنية ومعها عكار، فيما عم الذهول في زغرتا بفعل سرعة التطورات، اما في بشري فهناك فرح وشماتة، وفي البترون عدم اهتمام، في الكورة ترقب، فيما في جبل محسن فحذر ورصاص طائش.
من الطبيعي أن لكل امرء أسبابه وردات فعله الخاصة، غير ان كمية الرصاص التي اطلقت في طرابلس عشوائيا والتي أدت الى أضرار مادية جسيمة في السيارات والواح الطاقة الشمسية وبعض المنازل بالاضافة الى عدد من الاصابات في صفوف المواطنين استدعت مناشدة الاهالي للقوى الامنية من اجل التدخل ومعالجة الامر فوراً مع التمني على من يريد الابتهاج استخدام المفرقعات وليس الأسلحة النارية ما يجعل طرابلس تبدو وكأنها جبهة قتال.
هذا في الوقائع على الارض، اما في السياسة فقد كانت هناك عدة تغريدات لنواب وفاعليات حول ما يجري في سوريا، اذ رأى نائب زغرتا طوني فرنجيه عبر منصة “اكس” ان “الأولويّة في سوريا هي لانتقال سلمي للسلطة، يرسّخ استقرار البلاد مشيراً الى انه لطالما كان استقرار لبنان مرتبطاً بشكل وثيق باستقرار سوريا.”
اما نائب بشري وليم طوق فقد دعا الى “المسارعة بتكليف وزارتي الدفاع والداخلية وقيادة الجيش اللبناني بتشكيل لجنة أمنية تحقق وتحدد كافة أسماء اللبنانيين المتواجدين في السجون السورية”.
في الكورة اعتبر النائب أديب عبد المسيح أن “الوقت الآن ليس للشماتة أو إطلاق الشعارات، بل هو للعمل الجدي واستعمال عقولنا ووطنيتنا وتحمل مسؤولياتنا لما فيه مصلحة لبنان أولا و أخيراً”.
اما في البترون فرأى نائبها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان “ما يحصل في سوريا يخص الشعب السوري أملاً ان يكون ذلك لخير سوريا ولبنان.”
في التكهنات يعتبر المحللون ان ما حصل ستكون له تداعياته على المنطقة بأكملها وانه لا بد من الانتظار لمعرفة ما ستؤول اليه الامور في سوريا ومن سيستلم مقاليد الحكم وما اذا كانت المعارضة ستتوحد او ستختلف في ما بينها وستتصارع على السلطة بالاضافة الى اي نظام سيتم اعتماده.
ويرى المحللون انه من الضرورة بمكان معرفة من باع واشترى في سوريا على حساب النظام لان سرعة سقوط المحافظات الاساسية غير طبيعية ومن غير الطبيعي أيضاً ان يتحول قائد لواء تحرير الشام ابو محمد الجولاني من إرهابي مطلوب بجائزة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساهم في القبض عليه الى قائد لمجموعات مسلحة تمكنت من اسقاط النظام السوري بدعم إقليمي ودولي.
موقع سفير الشمال الإلكتروني