“أمام مسلسل أخبار الحرب في ساحات سورية شمالا وجنوبا – شرقا وغربا… يراودني نداء الإغاثة يطلقه الرسل إلى المعلم السيد المسيح وهم في خطر الغرق في المركب في بحيرة طبريا: “يا معلم أغثنا ! فقد هلكنا” (لو 8 : 24). واليوم ينطلق هذا النداء في سوريا! أجل شعوبنا في سورية كلها، بجميع أديانهم، وطوائفهم، وأحزابهم السياسية المختلفة … لابل كل أبناء سورية من كبيرهم إلى صغيرهم، من الحاكم إلى المواطن العادي، من زعماء الأحزاب، من رجال الأعمال وأصحاب الشركات ورجال الدولة، من الحاكم إلى الوزير والنائب، والى المواطن كل مواطن في المدينة، في القرية… وفي كل بيت …كلهم يطلقون هذا الصراخ: لقد هلكنا! كلنا في سفينة واحدة، معرضون للغرق ….. الصراخ واحد! الخطر واحد! المأساة واحدة ومشتركة! والدمار والمآسي والويلات، والخراب ماديا وانسانيا وثقافيا ودينياً، مدنيا، كنسيا طائفيا … كلها مشتركة”.
وتابع لحام: “لذلك أتوجه بهذا النداء الى الجميع بدون تمييز بين أية فئة من فئات مجتمعنا السوري: إنه نداء السلام! نداء المحبة! نداء الإخاء السوري! نداء الدم السوري الواحد! نداد التاريخ السوري المشترك! نداء الحضارة السورية الفريدة المشتركة! نداء قيمنا الدينية الروحية مسيحيين ومسلمين، و شیعة وسنة و دروز!…هذا النداء صادر من بطريرك سوري عاشق لسورية الحبيبة. أتوجه بعبارة أطلقها البابا يوحنا الثالث والعشرون بالنسبة لجميع الطوائف المسيحية قائلا : “إن ما يجمعنا هو أكثر بكثير ممّا يفرقنا. هذا هو ندائي إلى جميع إخوتي واخواتي أبناء وبنات سورية الحبيبة… سوريتنا جميعا .. وأُنهي بما كتبته مؤخراً :”إن النصر الوحيد.. والنصر المشترك … والنصر الاكبر … والنصر الكامل! والنصر الدائم اليوم وغداً … هو السلام! السلام! السلام! وأُنهي بنشيد الملائكة ليلة عيد ميلاد السيد المسيح الذي نستعدُّ للاحتفال به قريبا : المجد لله في العلى ! وعلى الأرض السلام ! وفي الناس المسرة! ليكن هذا النشيد برنامج جميع المتحاربين اليوم في سورية الحبيبة! لسورية سلام! لسورية سلام! لسورية سلام! آتٍ!… آتٍ!… آتٍ!…”.