في واحدة من أطول قصص الاعتقال السياسي في التاريخ السوري، أعلنت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" عن تحرر الطيار رغيد الططري، عميد المعتقلين وأقدم سجين سياسي في سوريا، بعد اعتقال استمر 43 عاماً في سجون النظام.
وتعود قصة الططري، الطيار في سلاح الجو السوري، إلى العام 1980 حين رفض الامتثال لأوامر عسكرية بقصف مواقع في مدينة حماة خلال الاحتجاجات التي شهدتها المدينة آنذاك، ليتم اعتقاله على إثر هذا الموقف الإنساني.وفي العام 1981، وبينما كان ابنه وائل جنيناً في بطن أمه، تم اعتقال الططري مجدداً، ليحرم من رؤية ابنه طوال سنوات طفولته الأولى. ولم يلتقِ بابنه إلا حين أصبح في سن المراهقة، قبل أن ينقطع التواصل بينهما مجدداً لمدة 14 عاماً متتالية، ظلت خلالها عائلته في حيرة من أمرها لا تعرف عنه شيئاً.وخلال سنوات اعتقاله الطويلة من دون محاكمة، تنقل الططري بين عدة سجون سورية، حتى استقر به المطاف في "سجن طرطوس المركزي"، حيث بقي حتى الإفراج عنه مع الدفعة الأخيرة من المعتقلين، حسبما نقلت تقارير إعلامية ذات صلة.ومع سقوط نظام الأسد، فجر الأحد، بدأ تحرير المعتقلين مما تبقى من معتقلات سيئة السمعة، بما في ذلك "سجن صيدنايا العسكري" الذي وصفته منظمة العفو الدولية "أمنستي" بأنه "مسلخ بشري".