ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بسقوط بشار الأسد وهروبه، هنا بعض الفسبكات والتغريدات حول الحدث واهميته في التاريخ الحديث:سيف الرحبي
ليس مثل الديكتاتور من يتدثر بوهم الخلود والأبدية، وأنه ليس مثل سائر البشر الذين من طبيعة العبور والزوال. نشوة السلطة والقداسة الذي يضفيها جلاوزته وجلادوه في حاشيته الفاسدة تجعله مُغيَّبًا تماما وبعيدا عن وقائع الأرض والمعيش وخراب الاجتماع للأمة وانهيار حياتها في مستنقع الفقر والبؤس وحين تهمس بكلمة احتجاج تنفجر شلالات الدم في قنوات الأنهار السورية الجافة من المياه. ماذا تستطيع الكلمات أن تعبر إزاء هذا الحدث المذهل وهذه الانعطافة النوعية في تاريخ سوريا والأقطار العربية المنكوبة بأنواع من الأوبئة والانحدار. ماذا يستطيع أن يعبر واحد مثلي عاش فترة ثرية منذ مطلع حياته في تلك البلاد كواحد من أبنائها من فرط الكرم والترحاب وتلك الأخوّة العربية والإنسانية الجمالية محمولة على أواصر الحميمية والأحلام الإبداعية المشتركة، تظل تعيش في قلوبنا وأعماقنا حتى النهاية. لا كلمة في هذا المقام المهيب إلا المباركة للشعب السوري العظيم بكل أطيافه وفئاته جماعات وأفراد يعيشون الشتات والاقتلاع داخل البلاد وفي أصقاع القارات الخمس في تيه ومعاناة لم تعرفها البشرية إلا ندرة واستثناءً. وبمعرفتي النسبية بالسوريين فخلال الأيام والسنين القادمة يستطيعون أن يحولوا سوريا إلى واحدة من بلدان الشرق المزهرة حضارة وإبداعا وبالحذر واليقظة تجاه الغيلان والهوامّ وكواسر الدم والانحطاط التي من طبيعة كينونتها تدمير أي مشروع لشعب يحلم بآفاق من التقدم والعدالة والمستقبل المضيء على نقيض العقود الكابوسية السوداء التي عاشتها البلاد منذ مطلع سبعينات القرن الماضي. مبروك لسوريا وشعبها وأرضها التي أعطت لمحيطها العربي وللإنسانية جمعاء خيرة العقول النيّرة ونخبة الأدب والفن والإبداع الجمالي الذي هزم الديكتاتورية والخراب.
دارا عبدالله
ضروري ألا تكون فرحة سقوط نظام الكيماوي فرحة سوريةً فقط. لبنان؟ على كلّ لبناني أن يقتل نفسه من الرقص، لأنّ النظام احتلّ البلد ببوطه العسكري، وعفّشه ببطء، وشكّل أشخاصًا على نموذج ناصر قنديل، ونشر موسيقاه المزعجة في جباله ووديانه. فلسطين؟ "فرع فلسطين" الأمني هو أكبر عبء على القضية الفلسطينية. ومن مجزرة تل الزعتر المروعة، إلى مذابح حرب المخيمات، إلى سحق مخيم اليرموك، هذا النظام أباد الشعب الفلسطيني من الخلف وإسرائيل تبيده دومًا من الأمام (يجب تحنيط الحزب الشيوعي الفلسطيني فورًا وإدخاله إلى أقرب متحف للفرجة عليه لاحقًا). العراق؟ وبالإذن من الـ Erasmus التي عملها الرفيق الجولاني في العراق، النظام السوري أغرق العراق بالجهاديين وساهم في تسعير الحرب الأهلية، وعبث في البلد الهش أصلاً. عربياً؟ سيتم إيقاف أكبر مصنع لإنتاج المخدرات في العالم. عالميًا؟ الأسد مصنع العدمية والتطرف والبؤس. كلّ الأكراد السوريين، على الرغم من الخوف من المجهول، سعيدون بإزالة نظام حرم ربع مليون منهم من الجنسية، وعرّفهم بورقة حمراء مكتوب عليها: "مكتوم القيد" في عملية إبادة تبدأ من الولادة.الفرحة ليست فقط سورية أو عربية، بل هي ببساطة... فرحة إنسانية عامة.
حازم نهار
يسكن والدي ووالدتي بالقرب من مطار دمشق، لم يناموا هذه الليلة، كانوا ينتظرون.. سمعوا بخبر سقوط النظام فاتصلوا بي مباشرة.. والدتي لم تقل شيئا سوى البكاء..
فكيف حال أهالي المعتقلين والمفقودين؟!
مبروك الحرية لجميع السوريين
يوم عظيم في تاريخ العالم وليس في سوريا فقطمحمد أمير ناشر النعم
لا يمكن أن تتكرر في سوريا تجربة مأساة العراق في إخفاق الدولة بعد سقوط صدام حسين للأسباب الأربعة التالية:
أولاً: لن يكون لإيران في سوريا تلك اليد الطولى التي امتدت إلى العراق تعبث به ذلك العبث القاتل. ولن يكون لتركيا ذلك الدور الذي تمتعت به إيران في العراق. فلا أحد يدين بالولاء لتركيا ولاءً دينياً، وقد أكرم الله السوريين بأن انكشفت أمام عيونهم خدعة مقولة سلطان المسلمين أو خليفة المسلمين، فمن كان يؤمن بها سابقاً اكتشف زيفها وخطلها لاحقاً.
ثانياً: اختلاف التركيبة الطائفية بين البلدين، ففي العراق انقسام حاد بين طائفتين تتقاربان في العدد، ودُعمت إحداهما على حساب الأخرى، فحدث فتق يصعب رتقه وصدعٌ يعسر رأبه.
ثالثاً: شيوع الانتقام والثأر في العراق منذ اليوم الأول للسقوط. في حين حتى الآن يتحدّث السوريون عن فتح حلب وبقية المدن بوصفه معجزة لخلوه من عمليات الانتقام والثأر، والتأكيد المتكرر لقادة العمليات العسكرية التحريرية على أنهم لا يبتغون الثأر ولا الانتقام. وقد نفّذوا ذلك حتى الآن خير تنفيذ.
رابعاً: اختلاف طريقة سقوط كلا النظامين، فواحد سقط بوساطة الدبابة الأمريكية، واستتبع ذلك انقسام هائل واقتتال بين أفراد المجتمع تأييداً لهذه الدبابة ورفضاً لها، بينما نرى سقوط النظام الأسدي الآن على أيدي السوريين الذين يدخلون المدينة تلو المدينة والبلدة تلو البلدة والقرية تلو القرية وسط ترحيب الأهالي على اختلاف طوائفهم واستقبالهم بالزغاريد، هؤلاء السوريون سواء كانوا من المقاتلين أو من الأهالي الذين نراهم الآن ينتفضون في وجه السلطة الأسدية ويلاحقون رجالها الذين يفرون من أمامهم ويتلاشون.
وهنالك فرق هائل بين النظامين كان له أكبر الأثر في زعزعة استقرار العراق فيما بعد. فقد صُوّر النظام العراقي بوصفه شهيداً، في حين أن النظام السوري لن تُتاح له هذه الصورة بعون الله.
أخيراً: يتخوّف السوريون الآن من أن يتجمع رجال السلطة البعثية الأسدية في الساحل السوري فيسببوا مشكلة مستقبلية لسوريا، ولكنني أطمئنهم بأنّ هذا لن يكون، فحتى لو اجتمع جميع ضباط الأسد في تلك البقعة فهم الآن بلا جنود، ولن يكون عندهم جنود. وسوف يلفظهم الساحل نفسه الذي أبى في تاريخه الحديث إلا أن يكون سورياً بوعيه الوطني الرائع، ولأقلها ههنا بصراحة: إنني أعتقد اعتقاداً جازماً أن وعي العلويين بسوريا واحدة موحّدة كان وما زال في الأوج والقمة، لا يبتغون عنها حولاً، ولا يرتضون سواها بدلاً.
اللهم احم العراق وخفّف عنه، ويسّر لأهله طرق الانسجام وسبل الوئام.
واحم سوريا من شرّ الأشرار وكيد الفجّار.رضوان زيادة
رمزية إعلان إسقاط الأسد من على التلفزيون الرسمي مذهلة، فدكتاتور حكم سورية بالعنف والقوة على مدى ربع قرن كان يخافه كل السوريين ولا يحظى بشرف لقائه إلا أهل الحظوة، اليوم يعلن سقوطه مواطن سوري عادي ببزته السوداء المتواضعة ربما لا يعرف كل السوريين اسمه لكن كلماته أنهت ربع عقد من الزمن.
أحمد قعبور
كل ما الناعورة بتدور
بتزعزع العروش
وسوريا رح تبقى تغني
بحنجرة القاشوش