تسير التطورات الميدانية في جنوب سوريا، على نحو متسارع، حتى بات وجود قوات النظام يقتصر على المواقع العسكرية المحيطة بمداخل العاصمة دمشق، وذلك بالتزامن مع إعلان غرفة عمليات "ردع العدوان"، بدء المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة.
الهروب نحو دمشق
وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن قوات النظام بدأت صباح اليوم، بالانسحاب الجماعي من عدد من القطع العسكرية الاستراتيجية في ريف دمشق الغربي والجنوبي الغربي، واتجهت نحو مواقع عسكرية تقع على تخوم العاصمة دمشق.
وأوضحت المصادر أن النظام السوري سحب قواته من الفرقة السابعة ومن جميع ألويتها وثكناتها في ريف دمشق الغربي، نحو العاصمة دمشق، كما سحبت الفرقة جميع حواجزها العسكرية من مدن وبلدات زاكية والكسوة وخان الشيح والديرخبية وكوكب ودروشا، وصولاً إلى قرى بيت جن وبيت سابر، عند الحدود مع الجولان السوري المحتل.
وأكدت المصادر أن قوات النظام انسحبت من تلك الثكنات والمواقع العسكرية، تاركة خلفها كميات مهولة من الذخيرة والسلاح والآليات والدبابات والمدرعات.
ولفتت إلى أن شعبة المخابرات العسكرية سحبت جميع ضباطها من فرع الأمن العسكري "220"، المعروف بفرع "سعسع"، والواقع في ريف دمشق الغربي، وكان يشرف أمنياَ على جميع المناطق القريبة والمتاخمة للحدود مع إسرائيل في الجولان.
وعلى إثر تلك الانسحابات، وسيطرة مجموعات معارضة في هذه القرى والبلدات المعروفة بمناطق التسويات، فقد النظام السوري السيطرة على المنطقة الممتدة من محافظة درعا حتى ريف دمشق الغربي الجنوبي، وصولاً إلى تخوم العاصمة دمشق.
ويقتصر وجود النظام حالياً، من درعا جنوباً، وحتى منطقة الكسوة التي تبعد 5 كيلومترات عن قلب العاصمة دمشق، على المواقع العسكرية المتواجدة في جبال عالية واستراتيجية تطل على قلب دمشق، وتتبع للفرقة الأولى في قوات النظام، مثل جبل "سلح الطير" و"اللواء-75"، وجبال "سرايا الصراع"، المشرفة على مدينة داريا وعرطوز وجديدة عرطوز وصحنايا.
دمشق تنتظركم
ويأتي ذلك، فيما أعلن المتحدث باسم غرفة عمليات معركة "ردع العدوان"، المقدم حسن عبد الغني، بدء تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق دمشق. بدورها، قالت الغرفة على معرفاتها الرسمية: "إدارة العمليات العسكرية بالمعارضة السورية: بدأنا دفع المزيد من التعزيزات من الشمال والجنوب إلى محاور العاصمة دمشق لدعم عملياتنا الجارية هناك".
في غضون ذلك، دعا زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، في بيان، جميع عناصر الفصائل إلى عدم إهدار أي رصاصة "إلا في صدور أعدائكم"، قائلاً إن "دمشق تنتظركم". كما دعا الجولاني، الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي في بياناته، أحمد الشرع، إلى ترك المدن المحررة إلى الشرطة والأمن "ليقوموا بواجبهم"، فيما شدد على الفصائل ضرورة استكمال التحرير وفك أسر المعتقلين وإعادة حقوقهم، على حد تعبيره.
مظاهرات وانسحابات
وعقب ذلك، انسحبت قوات النظام وكذلك المفارز الأمنية والحواجز العسكرية، من داخل مدن تقع مباشرة على تخوم العاصمة دمشق من الجهة الغربية، مثل معضمية الشام وداريا، وسط مظاهرات عارمة مناهضة للأسد ونظامه.
كما سحب النظام السوري حواجز قواته ومفارزه الأمنية من مدينة جرمانا، شرق دمشق، بينما خرجت مظاهرات عارمة في المدينة التي تعتبر بشكل غير رسمي أحد أحياء العاصمة. وقام المتظاهرون بإسقاط تمثال حافظ الأسد، والد رئيس النظام السوري بشار الأسد، من ساحة المدينة.
عاجل‼️إسقاط تمثال حافظ الأسد وسط مدينة جرمانا بريف دمشق في هذه الأثناء pic.twitter.com/oD2ned4Upg
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 7, 2024