غيّر التلفزيون الرسمي الإيراني في نشرة الأخبار الرئيسية طريقة تناوله للتطورات في سوريا، حيث استخدم مصطلح "المعارضين المسلحين" عند الحديث عن الجماعات المعارضة هناك، بدلاً من "الإرهابيين"، ما أثار انتباه المراقبين الذين رأوا فيه تطوراً لافتاً في الخطاب الإعلامي الإيراني.
وقال موقع "إيران إنترناشيونال"، وهو وسيلة إعلام إيرانية معارضة تبث من المنفى وتحظى بتقدير دولي، إن الموقف الإيراني من التطورات في سوريا يعكس حالة من الاضطراب والتراجع، بشكل يظهر في وسائل الإعلام الإيرانية المقروءة والمسموعة والمرئية، حيث بدأت التغيرات واضحة في المصطلحات والموقف من المعارضة السورية.
نشرة الاخبار الرئيسية في التلفزيون الايراني للمرة الأولى تستخدم مصطلح " المعارضين المسلحين " بدل الارهابيين في اطار رصدها اخبار التطورات في سوريا pic.twitter.com/uG1YluaKjl
— Hazem Kallass حازم كلاس (@Hazem_Kallass) December 6, 2024
ففي الماضي، كانت إيران ووسائل إعلامها تصف كل معارضي النظام السوري، خصوصاً الفصائل المسلحة، بـ"الإرهابيين" و"التكفيريين". لكن مع الانتصارات السريعة للمعارضة المسلحة، بدأت إيران تستخدم مصطلح "المعارضين المسلحين" في إشارة إلى تغيير في نظرتها وموقفها من الواقع السياسي السوري.هذا التغيير الملحوظ ظهر للمرة الأولى في صحيفة "تجارت" والتلفزيون الإيراني، ما استدعى تفسيرات المراقبين الذين رأوا في ذلك تهيئة لتغيرات كبيرة في الموقف الإيراني. وقال معلقون أن المصطلح الجديد يعكس ربما توجهاً أكثر مرونة في تناول الأزمة السورية، خصوصاً مع تعقيداتها المتزايدة ووجود ضغوط إقليمية ودولية.ورأى البعض أن التغيير يشكل ربما محاولة لتخفيف حدة الخطاب الإعلامي، فيما يعتقد آخرون أنه يعبر عن استعداد إيراني لتبني مقاربة جديدة تجاه الوضع في سوريا، خصوصاً بعد الهزائم التي لحقت بحليف إيران الأول، "حزب الله" في حربه مع إسرائيل منذ أيلول/سبتمبر الماضي.وعلقت صحيفة "جهان صنعت" على الوضع في سوريا وقالت على لسان خبير الشؤون الإقليمية علي بيكدلي، أن النظام السوري أصبح على وشك الانهيار. وأضافت أن زيارات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى سوريا وتركيا والعراق لن تكون مجدية في منع التحولات القادمة في المنطقة. كما أشارت الصحيفة إلى أن فقدان دمشق يعني خسارة إيران لمكاسبها الاستراتيجية في سوريا.في السياق، ذكرت صحيفة "آكاه" مقابلة قائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع المعروف بلقب أبو محمد الجولاني، مع قناة "سي إن إن" الأميركية، واعتبرتها مؤشراً على دعم الولايات المتحدة لهذه الجماعة المسلحة، رغم أن واشنطن في الحقيقة تصنف الجولاني ضمن لائحة الإرهابيين المطلوبين منذ نحو عقد من الزمن.أما صحيفة "جمله"، فأكدت أن التغيير في سوريا قادم لا محالة، وأن طهران لم يعد بإمكانها منع هذه التحولات. وأوصت الصحيفة بأن تحاول إيران تأمين حصة في هذه التغييرات بدلاً من مقاومتها.من جانب آخر، دعت صحيفة "ستاره صبح" النظام الإيراني إلى تغليب مصلحة الشعب الإيراني على الانخراط في الحرب السورية. وصرح رئيس تحريرها، علي صالح آبادي، بأن الاستمرار في دعم بشار الأسد سيكون مكلفاً وغير مجدٍ لإيران، مطالباً بالتركيز على قضايا الداخل الإيراني.