في خطوة عالية الرمزية، قام حشد من الأشخاص في مدينة حماة بإسقاط تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، حسبما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي. والجمعة، أظهرت لقطات أخرى سيارة تجر رأس التمثال في أحد شوارع المدينة.
وتذكر المشاهد التي بدأت تنتشر منذ الخميس بمشاهد إسقاط تمثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في ساحة الفردوس بوسط بغداد في 9 نيسان/ابريل 2003، بعد سقوط نظامه إثر الغزو الأميركي للبلاد. وقامت في ذلك الحين مدرعة أميركية باقتلاع التمثال عن قاعدته قبل أن يدوسه عراقيون غاضبون، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
لحظة تاريخية…إسقاط تمثال حافظ الأسد في قلب مدينة حماة pic.twitter.com/uthjl7MwuE
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 5, 2024
وفي حماة بوسط سوريا، استخدمت ذراع آلية ضخمة لقلب تمثال والد الرئيس الحالي بشار الاسد، فيما تحلق حشد احتفى بالحدث مطلقاً النار في الجو وسط هتافات "الله أكبر". وسمع صوت يردد: "الحمد لله"، فيما كان التمثال يميل ويهوي.وأظهرت مشاهد أخرى صورها صحافي متعاون مع قسم الفيديو في وكالة "فرانس برس"، الجمعة رأس التمثال تجره شاحنة صغيرة في أحد شوارع حماة. وتجمع شبان للاحتفال بسيطرة "هيئة تحرير الشام" والفصائل المعارضة المتحالفة معها على المدينة هاتفين: "رغماً عنك يا أسد، حرية للأبد".واحتفل مدنيون في الشوارع بدخول الفصائل المعارضة، فيما جال المقاتلون في آليات واعدين بالسير نحو دمشق وتحرير المعتقلين من سجون النظام. وتحكم عائلة الأسد سوريا بيد من حديد منذ أكثر من خمسة عقود. وخلف بشار والده العام 2000.وشنت "هيئة تحرير الشام" والفصائل الحليفة لها في 27 تشرين الثاني/نوفمبر هجوماً خاطفاً انطلاقاً من معقلها في إدلب شمال غربي البلاد، في اتجاه مناطق تسيطر عليها قوات النظام. وسيطرت الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، بعد أيام على سيطرتها على حلب التي خرجت من قبضة النظام بالكامل للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في 2011.
بعد عقود من قمع نظام الأسد على المدينة أهالي حماة يتجولون برأس تمثال حافظ الأسد في شوارع المدينة pic.twitter.com/RkzncF7hgy
— نون بوست (@NoonPost) December 6, 2024
ويعد هذا القتال الأعنف منذ العام 2020 في البلد الذي شهد حرباً أهلية اندلعت لدى قمع النظام السوري الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية العام 2011. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ من بريطانيا مقراً ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا، عن سقوط 826 قتيلاً، من بينهم 111 مدنياً، في المعارك. وأشار الى أن 222 مقاتلاً في الإجمال قضوا منذ الثلاثاء في محيط حماة. كما نزح 280 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة التي حذرت بأن هذا العدد قد يرتفع إلى 1,5 مليون.ومع سقوط حماة، يشتد الضغط على نظام بشار الاسد، خصوصاً مع اقتراب الفصائل من مدينة حمص. وفي حال سيطرت "هيئة تحرير الشام" وحلفاؤها على حمص، فلن تبقى بين المناطق الاستراتيجية سوى العاصمة دمشق ومنطقة الساحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط في أيدي حكومة الرئيس بشار الأسد.وبعد دخول الفصائل إلى حماة، نزل سكان من المدينة إلى الشوارع يهتفون تأييداً لهم، بحسب مشاهد لوكالة "فرانس برس"، وأضرم بعضهم النار في صورة عملاقة للرئيس معلقة على مبنى تابع للبلدية.
اللحظة التي انتظرها أهل حماه ٤٢ عاماً.. إسقاط تمثال حافظ الأسد وسط مدينة حماه السورية..الله أكبر الله أكبر وأعلى وأجل.. pic.twitter.com/kgw3YfuoKv
— وائل عبد العزيز | Wael Abdulaziz (@waelwanne) December 5, 2024