2024- 12 - 26   |   بحث في الموقع  
logo “اليونيفيل”: قلقون إزاء تدمير إسرائيل للمناطق السكنية جنوبًا logo حميه: مرافق الدولة ومعابرها خاضعة لسلطة الدولة logo آليات العدو تتقدم عبر وادي الحجير وتقوم بعمليات تمشيط logo هوكشتاين سيزور بيروت لتثبيت وقف النار.. ولبنان يتمسك بتحييد شمال الليطاني عن جنوبه logo ملف الموقوفين الى الضوء مجددا وميقاتي يؤكد: هذه توجيهاتي بشأن السجون logo مقدمات نشرات الاخبار logo سوريا المحاصرة بالمخاطر: أولوية تحصين الداخل سياسياً وأمنياً logo العودة إلى دمشق: إرث البعث الرهيب (2)
السيناريو السوري المثير لمخاوف إسرائيل
2024-12-07 09:55:42

التطورات المتسارعة في سوريا تضع إسرائيل أمام خيار صعب في من تفضل أن ترى على رأس السلطة في سوريا: بقاء نظام الأسد، أم نظام ينتجه الحراك الحالي. فقد تعايشت إسرائيل مع نظام آل الأسد أكثر من نصف قرن، لم تشهد حدودها مع سوريا بعد العام 1973 ما يعكر صفو أمنها. وكانت سماء سوريا ملعباً لطيرانها العسكري، لا تزعجه "الأسهم النارية" التي كانت تطلق باتجاهه أثناء غاراته على مواقع الحرس الثوري وحزب الله.ويبدو أن محاولات الجولاني في الأيام الأخيرة تغيير صورته والتملص من ماضيه في صفوف "القاعدة"، لا تقنع إسرائيل. وليس بوسع أحد التكهن بصورة النظام المقبل في سوريا الذي سيسفر عنه الحراك الحالي ودور الجولاني فيه. وبالتأكيد، ستمر فترة من الزمن من غير المعروف كم ستطول، قبل أن تتثبت ركائز النظام الجديد، وتتبلور صورة القوى والتنظيمات التي سيتشكل منها. وعدا الموقف الحاسم في مواجهة إيران وبقايا أذرعها في المنطقة، من الصعب التكهن بموقف هذا النظام من الصراع مع إسرائيل والعلاقات مع الغرب. ومن المستبعد أن تقف إسرائيل مكتوفة اليدين بانتظار أن يرسخ النظام الجديد دعائم سلطة ديموقراطية حقيقية تتيح فرصة بناء سوريا قوية، تنشئ جيشاً قوياً حقيقياً على حدود إسرائيل الشمالية.
على الرغم من أن إسرائيل تصرح على لسان قياداتها السياسية والعسكرية بأنها تراقب الحدث السوري، ولا تتدخل في مجرياته، إلا أن من السذاجة الركون إلى كلام إسرائيل. فلكل شعوب المنطقة تجربة دموية مع حديث إسرائيل الدائم عن السلام. ولدى حديث النخب الإسرائيلية عن إنتماء إسرائيل إلى المنطقة، يكررون دائماً القول بأن الكلام في الشرق الأوسط يترافق باستمرار مع فعل عكس ما يعنيه.موقع Vesty-Ynet الإسرائيلي الناطق بالروسية والتابع لمجموعة يديعوت أحرونوت، نشر في 5 الجاري نصاً بعنوان "الحرب في سوريا: ما هي التطورات التي تخشاها إسرائيل". قال الموقع أن الضعف الواضح لنظام الأسد، يشير إلى أن الدكتاتور السوري سيعتمد بشكل متزايد على حليفته وراعيته إيران، وكذلك على الجماعات المسلحة الموالية لها. ومثل هذا التطور في الأحداث يثير مخاوف معينة في إسرائيل. وينقل عن مصادر أمنية إسرائيلية تأكيدها أن الدولة العبرية لن تسمح لإيران بدعم الأسد بالقوات والأسلحة. فهذا الدعم تعتبره إسرائيل تعزيزاً للوجود العسكري الإيراني على حدودها.
وقال الموقع إن لتوسيع التدخل الإيراني في الأزمة السورية جانب سلبي إضافي، إذ أن طهران، وتحت ستار "مساعدة الحكومة الشرعية في سوريا"، بوسعها فتح قنوات جديدة لتزويد مقاتلي حزب الله بالسلاح وتجديد ترساناتهم. ويرصد النظام الأمني الإسرائيلي مؤشرات على رغبة إيران في إنعاش حزب الله وإعداده لحرب جديدة ضد إسرائيل.
وأضاف الموقع، أن التقدم السريع للفصائل السورية أثار التكهنات بإمكانية وقوع الأسلحة غير التقليدية في أيدي الإسلاميين. وخلصت قناة تلفزة عربية في تقريرها عن هجوم الجيش الإسرائيلي على منشآت دفاعية بالقرب من دمشق، إلى أن إسرائيل لا تريد أن تقع الأسلحة الكيميائية في أيدي غير جديرة بالثقة.من جانب آخر، ترى إسرائيل أن روسيا المنهكة في الحرب الأوكرانية، قلصت بعض برامج المساعدة للنظام السوري. وينقل الموقع عن مصدر إسرائيلي قوله إن الروس لن يضحوا بأنفسهم من أجل الأسد الذي يعاني جيشه من فشل كامل.
يشير الموقع إلى أن نتنياهو، وقبل بدء هجوم الفصائل السورية، حذر الأسد مباشرة من أن تعزيز التعاون بين سوريا وإيران وحزب الله، هو لعب بالنار. ثم كرر نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين عدة مرات، أن تل أبيب تراقب عن كثب التطورات في سوريا ولن تتفاعل معها، انطلاقاً من مصالح أمنها القومي.صحيفة Novaya الروسية المعارضة الصادرة في البلطيق، نشرت في 5 الجاري نص مقابلة أجرتها مع صحافي إسرائيلي، وعنونته بتعبير مقتبس من كلام الإسرائيلي "الرهان على إبن العاهرة الأقل خطراً"، وأرفقته بآخر ثانوي "إلى أي جانب يجب أن نقف في سوريا: الدكتاتور الأسد أم المتمردين الجهاديين؟".
يعتقد الصحافي والمحلل العسكري الإسرائيلي من أصول روسية Dmitry Dubov أن من المبكر الحديث عن إسقاط الفصائل السورية لنظام الأسد. فعلى الرغم من الوتيرة المذهلة لهجوم المنتفضين، إلا أن الأسد سبق أن مر بوضع مشابه أثناء الحرب الأهلية، وهرع حينها إلى موسكو التي أنقذته. وهو على الأرجح يراهن على تكرار الأمر عينه الآن. ومساعدة روسيا كانت بالفعل عاملاً شديد الأهمية، باع الأسد القسم الأكبر من استقلالية سوريا مقابل الحصول عليها. وهو لا يزال يعول على دعم روسيا، لكن السؤال هنا ربما يكون لفلاديمير بوتين، إلى أي مدى يستطيع تقديم مثل هذا الدعم. فإذا كان المنتفضون سيقتربون فعلاً من قاعدتي طرطوس وحميميم الروسيتين، فإن بوتين لن يتنازل عنها بهذه البساطة، بغض النظر عن وضعه في أوكرانيا، سيما وأنه يتحسن الآن.ويرى الصحافي الإسرائيلي أنه إذا كان هناك ما يعتمد عليه الأسد للحصول على مساعدة روسيا، فهو إمبريالية بوتين. فسوريا بالنسبة لبوتين على ما يكفي من الأهمية كي لا يتنازل عن مواقعه فيها. وليس من المؤكد أنه سيبقى في سوريا إذا كان غير الأسد على رأس السلطة. ويعتقد الصحافي أنه في مرحلة ما، وبناءً على ذلك، سيتعين على روسيا أن تساعد سوريا.
يقول الإسرائيلي أن الحرب في سوريا تدور بين "الضفدع والأفعى"، وليس من خيارات جيدة فيها. لكن بالمقارنة مع الجهاديين وأردوغان، ثمة استقرار ما في ظل نظام الأسد، ويمكن إلى حد ما توقع ما سيقوم به. لكن مع ذلك يمثل الأسد تهديداً لإسرائيل، أو بالأحرى، ليس هو شخصياً بقدر ما يمثله من يقف وراءه: إيران، حزب الله وروسيا. لكن هذا الوضع مستقر وقابل لتوقع ما يأتي به. أما إذا وصل الجهاديون إلى السلطة في سوريا، عندها لا يمكن توقع شيء. وهذا ما يدركونه في إسرائيل وروسيا.
يضيف الإسرائيلي بالقول إنه من المحتمل جداً أن بقايا سلاح استراتيجي وحتى كيميائي لا تزال موجودة لدى الأسد. ويعود إلى مسألة إمكانية توقع ما سيقدم عليه أولئك الذين سيحلون مكان الأسد، ويقول إنهم لا يعترفون بأي خطوط حمراء تحرم استخدام السلاح الكيميائي، "وهنا يكمن الخطر".
وفي تعليقه على المعلومات التي تم تداولها عن استيلاء الجهاديين على المصانع التي كانت تنتج السلاح الكيميائي، قال الإسرائيلي إنه في اللحظة التي تتأكد فيها هذه المعلومات "أستطيع التأكيد بأن ليس المخابرات الإسرائيلية وحدها من سيتعامل مع هذه المعلومات". ويقول إنه في هذه الحالة سيكون هناك تنسيق كامل ومتزامن بين ما ستقوم به إسرائيل والولايات المتحدة. ويضيف، في وقت من الأوقات قامت قوات "ليختنشتاين" الجوية، "كما يقولون عندنا وتناقلته وسائل الإعلام"، بقصف المفاعل النووي السوري. "وأنا على يقين مئة بالمئة" بأن هذه القوات ستظهر من جديد هناك في ظل مثل هذا السيناريو.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top