توسع فصائل المعارضة السورية من نطاق عملياتها. غالبية المسؤولين العسكريين يشيرون إلى نيتهم التقدّم نحو العاصمة السورية دمشق بهدف إسقاط النظام. على وقع التطورات السورية يترقّب لبنان لمآلات المعارك العسكرية وسط استنفار على الحدود ومخاوف من احتمال تمدد الإشتباكات والمعارك باتجاه الأراضي اللبنانية. قياديون في المعارضة يؤكدون أن ليس لديهم أي هدف في لبنان، ويعتبرون أن قبلة توجههم هي دمشق، ولا نية لديهم لأي اعتداء على الأراضي اللبنانية، وهذا ما يؤكده القيادي في إدارة العمليات العسكرية أحمد الدالاتي وهو أيضاً نائب قائد حركة أحرار الشام، لافتاً إلى أن هدف المعارضة هو بناء نظام جديد يتسع لكل السوريين بكل أطيافهم.يأتي ذلك فيما وجهت قيادة غرفة العمليات العسكرية رسالة الى الشعب اللبناني، أكدت فيها أن "معركة الثورة السورية اليوم ليست مع أي منكم، ونأمل منكم عدم الانجرار إلى دعوات يائسة من أطراف إقليمية للانخراط في مواجهة ليست مواجهتكم، فإن من يدعوكم إلى التورط أكثر في الميدان السوري سيتخلى عنكم عاجلاً أم آجلاً كما فعلها معكم من قبل".
وأضافت الرسالة "إننا نتطلع إلى مستقبل جديد قائم على علاقات دبلوماسية مشتركة، تسعى إلى ازدهار وتنمية بلدينا وتحقيق مصالحنا المشتركة، علاقات ملؤها الاحترام المتبادل لحقوق الشعوب دون التدخل في شؤون الطرف الآخر".
وفيما يلي نص المقابلة مع أحمد الدالاتي:
ما هو أفق العملية العسكرية بعد السيطرة على حماه والتوجه نحو حمص؟ هل الهدف هو الوصول إلى دمشق؟ وماذا عن درعا والسويداء؟
أطلقت قيادة إدارة العمليات العسكرية عملية ردع العدوان بأهداف واضحة وهي:
تأمين عودة المهجرين إلى بيوتهم .
إنهاء حكم الفساد والاستبداد.
بناء سوريا جديدة تتسع لكل أبناءها بمختلف طوائفهم وبشكل يليق بعزتهم و كرامتهم. والعملية مستمرة حتى تحرير كامل التراب السوري وإسقاط نظام الأسد المجرم.
هل هناك ضغوط دولية بدأت تمارس عليكم للدخول في مفاوضات او لوقف التقدم العسكري مقابل تسوية سياسية؟ وهل يمكن حصول تسوية مع هذا النظام أم لا خيار إلا إسقاطه؟
قيادة إدارة العمليات العسكرية أطلقت عملية ردع العدوان بقرار وطني لتحقيق مصالح شعبنا السوري الحر وأهداف ثورتنا المباركة، ولا يوجد ضغوط من أي جهة دولية لوقف العملية، ولا بديل عن إسقاط هذا النظام بكمال أركانه ورموزه.
كان السلوك في حلب محط ترحيب من قبل الأهالي خصوصاً بعد رسائل الطمأنة التي تم توجيهها للأهالي من الطائفة المسيحية، بالاضافة إلى توفير عودة سكان نبل والزهراء؟ فما هي الرسائل التي توصلونها بهذا الصدد؟
أصدرت إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ السورية عدة بيانات خاطبت فيها جميع الطوائف بما فيهم الطائفة العلوية وأكدت على حماية حقوق الطوائف ومنع التعدي والتجاوزات بحقهم، وسوريا بلد الحضارات والثقافات والتنوع الطائفي والعرقي ولطالما تعايش المجتمع السوري فيما بينه حتى جاء نظام الأسد وأشعل الفتن الطائفية واستخدم ذلك في تفكيك النسيج الاجتماعي لضمان الحفاظ على كرسيه.
ماذا تقولون للأقليات وخصوصاً المسيحيين والعلويين والدروز وغيرهم؟ وماذا عن الأكراد؟
رسالتنا لكل أهلنا من كل الطوائف، سوريا لكل السوريين، أنتم جزء من نسيج المجتمع السوري، ضعوا أيديكم بأيدينا لنبني سوريا الحرة ونجعلها شعاع للحضارة الإنسانية كما كانت طوال تاريخها قبل أن يأسرها نظام البعث الفاسد، لا تجعلوا انتماءكم الديني أو الطائفي أو المذهبي أو العرقي ثغرة تستخدم من أي جهة ضد مصالح بلدنا وأهلنا، سوريا تتسع لكل أهلها، سوريا أجمل بكل ألوانها وأطيافها.
ماذا قصد الشيخ أبو محمد الجولاني بالتفكير بحل الهيئة وتسليم حلب إلى الإدارات المدنية، وهل ذلك سينسحب على حماه وحمص؟
لا شك أن إدارة المدن ستكون مدنية بمشاركة أهلها من خلال هيئات انتقالية إلى حين استقرار الوضع بكل سوريا والتوافق هلى نظام سياسي يضمن مشاركة حقيقية لكل شرائح المجتمع السوري.
ما هو الطرح السياسي الذي تقدمونه إلى الشعب السوري بعد التقديمات الخدماتية التي عملتم على توفيرها في حلب وخصوصاً الماء والكهرباء والاتصالات، ما هي الرؤية السياسية؟
الهدف هو إقامة نظام سياسي على كل الجغرافيا السورية، بما يضمن الحرية والعدالة والمساواة بالحقوق والواجبات لكل السوريين.
في لبنان هناك قلق ومخاوف لدى بعض الجماعات من تقدم الفصائل باتجاه الحدود اللبنانية فما الرسالة التي توجهونها للشعب اللبناني؟
ليس لدينا أي توجهات للإضرار بمصالح أي دولة من دول الجوار ونتطلع لعلاقات أخوية تقوم على المصالح المشتركة مع دول الجوار والإقليم والعالم، ونطالب الحكومة اللبنانية بسحب ما تبقى من عناصر حزب الله من الأراضي السورية وضمان عدم إرساله مقاتليه للوقوف بوجه إرادة شعبنا السوري الحر.
هل لديكم معطيات وتقديرات عن مشاركة حزب الله في القتال مجدداً الى جانب النظام؟ وماذا تقولون للحزب؟
بكل أسف حزب الله وقف إلى جانب نظام الأسد المستبد الظالم منذ بداية الثورة السورية المباركة، وأوغل في دماء الآلاف من السوريين وساهم بتهجير الملايين منهم وشارك النظام بكل جرائمه بحق شعبنا، وحتى بعد الحرب التي قامت في جنوب لبنان وخذلان النظام لحزب الله والنأي بنفسه بل وتسريب إحداثيات قيادته التي اغتالها الكيان الصهيوني على الأراضي السورية، وعلى الرغم من ذلك لا تزال قوات حزب الله تشارك بقوة إلى جانب قوات النظام، ومؤخراً صرح الأمين العام للحزب نعيم قاسم بوقوفه إلى جانب النظام.
نقول لقيادة وعناصر وحاضنة حزب الله انسحبوا من أراضينا قبل أن تطالكم أيدي مقاتلي إدارة العمليات العسكرية.