أكد مصدر مقرب من زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، لـ"المدن"، اليوم السبت، وجود توجه نحو حل تحرير الشام وبقية الفصائل العسكرية المعارضة. ولم يحدد المصدر توقيت الإعلان عن الخطوة، مكتفياً بالقول: "ليس الآن".
ويبدو أن التطورات الميدانية المتسارعة قد فرضت على تحرير الشام وبقية الفصائل الأخرى، التوجه جدياً نحو الذوبان في "نواة جيش حقيقي"، تستطيع من خلاله مخاطبة العالم بعد الانتصار "المفاجئ" الذي حققته على حساب النظام وقواته.
وفي الاتجاه ذاته، أكد قيادي بارز من "الجبهة الشامية"، لـ"المدن"، وجود توجه لحل كل الفصائل، وقال: "تحرير الشام، ستكون أول فصيل يُلغي اسمه".
التطورات سرعت القرار
وبعد انتزاع فصائل المعارضة ضمن عمليات "ردع العدوان"، مساحات شاسعة من سيطرة النظام، من حلب إلى حمص مروراً بحماة، بدأت النقاشات عن "حساسية" تصدر هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة سابقاً بتنظيم القاعدة، للمشهد العسكري.
وتأتي الأنباء عن حل التشكيلات العسكرية، في إطار تغيير الخطاب السياسي لتحرير الشام، الذي بدأت أولى ملامحه بالظهور بعد السيطرة على حلب، من خلال التركيز على تطمين الأقليات في المدينة، وإصدار الهيئة بيان باسم زعيمها الحقيقي، أحمد الشرع، بدلاً من اللقب المتعارف عليه، الجولاني.
ويؤكد الباحث في الجماعات الإسلامية عرابي عرابي، أن التحضيرات لحل الفصائل بدأت منذ فترة، ويستدرك: "لكن يبدو أن التطورات فرضت نفسها وسرعت اتخاذ هذا القرار".
ويقول عرابي لـ"المدن": "التحرير يفرض على الفصائل الذوبان ضمن نواة جيش مستقبلي"، مضيفاً أن "هذه الهيكلة حقيقة والاندماج لتكوين نواة جيش مستقبلي، تواجه التحديات الأمنية والعسكرية في المنطقة وربما تحقيق الأكثرية والقيادة داخل الجيش السوري المقبل، إضافة إلى منح دول الجوار إشارات طمأنينة بهدف تحسين العلاقات معها وضمان دعمهم في سوريا المستقبل".
ويتابع عرابي أن "هذه التحركات تأتي في ظل تعقيدات سياسية وعسكرية تشهدها الساحة السورية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بدقة بمآلاتها المستقبلية، إلا أن توحيد الجهود قد يكون خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار والأهداف المشتركة للفصائل المعنية".
وقبل يومين تم تداول تصريحات المنسوبة للجولاني، حول أن "الهيئة تفكر في حل نفسها كجزء من مساعٍ لترسيخ البنى المدنية والعسكرية ضمن مؤسسات جديدة تعكس تنوع المجتمع السوري".
وكانت المحللة دارين خليفة من مجموعة "الأزمات الدولية"، التي نقلت تصريحات الجولاني، اعتبرت أن "الخطوة تأتي في إطار احتمالات إما للامتثال أو لفرض ضغوط على الفصائل الأخرى، لكنها أشارت إلى أنه من المبكر معرفة ما إذا كان ذلك سيتم تنفيذه على أرض الواقع".
تعويم تحرير الشام
ويؤكد الباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد قربي، أن لا حل أمام تحرير الشام، التي تقود فصائل المعارضة، إلا حلّ نفسها، والذوبان في تشكيل يضم فصائل الجيش الوطني وبقية الفصائل.
ويقول لـ"المدن"، إنه "من الواضح أن هناك محاولات إقليمية لتعويم تحرير الشام، تمهيداً للاستحقاقات السريعة القادمة، التي تفرضها المعطيات في الميدان".
لكن، بحسب قربي، فإن من غير المتوقع الإعلان عن الخطوات هذه قبيل الدخول في "مرحلة انتقالية"، بحيث يضمن ذلك عدم استبعاد تحرير الشام من المشاركة في الحكم، نظراً لتصنيفها على لوائح الإرهاب.