أطلقت فصائل محلية في السويداء، أبرزها وأكبرها "حركة رجال الكرامة"، معركة عسكرية لطرد قوات النظام والأجهزة الأمنية من المحافظة، بدعم من المرجعيات الدينية لطائفة الموحدين الدروز.
بيان العملية
وكان مشهد المعارك في الساعات الأولى لانطلاقها، مماثلاً لما جرى في حلب وحماة ودرعا، إذ تساقطت مواقع النظام وثكناته العسكرية وحواجز داخل المدينة وأريافها، بعد ساعات قليلة على انطلاقها، ما دفع بمحافظ السويداء أكرم علي محمد، للهروب نحو دمشق.
وشكّلت الفصائل المهاجمة غرفة عمليات مشتركة، وأطلقت على معركتها اسم "معركة الحسم". ودعت الغرفة في بيان، جميع ضباط النظام وعناصره لإلقاء السلاح والانشقاق عن قوات النظام، لتجنب إراقة دماء أبناء سوريا، "في سبيل كرسي مصيره الفشل".
وتوجهت الفصائل لهؤلاء بالقول: "تذكروا أن القتال لن يجلب إلا الموت، أما إلقاء السلاح فسيمنحكم الحياة. ندعوكم لأن تكونوا ضيوفاً كراماً في جبل العرب إلى حين تأمين عودتكم بأمان إلى مدنكم وقراكم".
وأمهلت الفصائل جميع الأفرع الأمنية والقطاعات العسكرية في السويداء، ساعة حتى إخلاء جميع المواقع، و"عدم الانجرار للقتال"، محذرةً من أن تصعيد المواجهة "سيجعل منكم أهدافاً مباشرة لفصائل جبل العرب الأشم".
سيطرة سريعة
وبعد انتهاء المهلة، بدأت الفصائل القتال مع جميع الحواجز والمواقع التي رفضت الاستجابة للمهلة، بينما سيطرت على حواجز ومواقع بدون قتال، في حين بادر عشرات العناصر من قوات النظام للانشقاق في مناطق مختلفة.
ونقلت شبكة "السويداء24" عن مصدر في "رجال الكرامة"، قوله: "استولينا على أكثر من 5 دبابات وآليات في نقاط عسكرية مختلفة، في ساحة المحافظة، وهناك مفاوضات مع الكثير من المواقع العسكرية لإخلائها وانسحاب عناصرها خارج المحافظة".
وتمكنت الفصائل خلال العملية من السيطرة على سجن السويداء "المركزي"، وإطلاق سراح المعتقلين منه، ومبنى قيادة الشرطة، وسرية حفظ النظام، ومبنى فرع حزب "البعث" المركزي، في مدينة السويداء، فيما توجهت الفصائل لفرع المخابرات الجوية لتسليم نفسه، بينما تدور اشتباكات في محيط مبنى الأمن العسكري.
وفي ريف السويداء، سيطرت الفصائل على حاجز مدينة شهبا، بعد اشتباكات انتهت بمفاوضات لانسحاب الحاجز، كما سيطرت فيها على مركز فرع أمن الدولة. وفي بلدة كفر اللحف، سيطرة الفصائل على حاجز النظام، بينما أخلت قوات النظام مبنى الناحية ومخفر الشرطة وكتيبة المجدع في بلدة ملح، جنوب شرق المحافظة.
وأدت الاشتباكات بين الفصائل وقوات النظام إلى مقتل 3 عسكريين ومدني واحد. يُشار إلى أن مجموعات من عشائر بدو السويداء، مشاركة في غرفة العمليات المشتركة.
وأعلنت الغرفة في بيان، فرض منع تجول في مدينة السويداء لمدة 24 ساعة، ابتداءً من الساعة التاسعة من مساء اليوم الجمعة وحتى الساعة التاسعة من مساء يوم غد السبت، حفاظا على أرواح المدنيين ومنع أي حالة فوضى.