تحرير لبنانيين من سجون الأسد: نقمة على الدولة اللبنانية
2024-12-06 18:26:52
أثارت الأنباء عن تحرير المعتقلين في "سجن حماة المركزي" على أيدي فصائل المعارضة السورية، موجة اهتمام واسعة في لبنان، وأعادت قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية إلى الواجهة بعدما ظلت لعقود ملفاً حساساً لم يحظَ بالاهتمام الرسمي الكافي.
وفيما كان هناك فرح واضح بتحرير أكثر من 80 معتقلاً لبنانياً، برزت موجة غضب واستياء شعبي واسع، تجاه السلطات اللبنانية والرئيس السابق ميشال عون وحلفاء النظام السوري في لبنان.غضب وانتقادات سياسية
جاءت ردود الأفعال على تحرير السجناء اللبنانيين مترافقة مع موجة واسعة من الانتقادات لعهد الرئيس السابق ميشال عون، الذي لطالما أنكر وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية.
الخائن #ميشال_عون عندما أنكر وجود المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية! الى مزبلة التاريخ! #لن_ننسى pic.twitter.com/Yj38nDkxM3
— قَمَـر (@_amar_rashid) December 5, 2024
وتداول ناشطون ومعلقون في مواقع التواصل، تسجيلاً مصوراً لعون يؤكد فيه عدم وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية. وكان الرئيس عون، خلال زيارته إلى دمشق العام 2008، نفى أيضاً وجود هؤلاء المعتقلين، مشيراً بدلاً من ذلك إلى وجود مفقودين، مؤكداً أن بعضهم تم العثور عليه مدفوناً في لبنان، ما أثار موجة غضب بين أهالي المعتقلين الذين لطالما رأوا في تصريحاته محاولة للتغطية على الحقيقة.وطاولت الانتقادات أيضاً "حزب الله"، الحليف الرئيسي للنظام السوري، الذي اعتُبر أنه لم يبذل جهوداً كافية للمطالبة بتحرير المختطفين اللبنانيين رغم نفوذه الكبير وعلاقاته الوثيقة بالنظام السوري. ورأى كثيرون أن الحزب، الذي شارك في الحرب السورية إلى جانب النظام منذ العام 2011 وحتى وقت قريب، كان بإمكانه الضغط لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، ما زاد اليوم مشاعر الغضب والإحباط بين أهالي المفقودين.علي حسن العلي: رمز للمعاناة
من بين الذين تم تحريرهم، برز اسم علي حسن العلي، المعتقل اللبناني الذي اختفى قسرياً العام 1986. كان العلي في الثامنة عشرة من عمره ويعمل ميكانيكياً عندما أوقفه جيش النظام السوري عند حاجز المدفون في شمال لبنان، بتهمة الانتماء إلى "حركة التوحيد الإسلامي". ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن عائلته من معرفة مصيره، وتلقت معلومات متضاربة من النظام السوري الذي نفى وجوده. والدته، التي توفيت قبل تحريره، عاشت على أمل لقائه لكنها رحلت من دون أن يتحقق حلمها.
مش عأساس ردّد مسؤولين سوريين كتار من بينن الرئيس #بشار_الأسد إنو ما بقا فيه بالسجون السورية أي سجين سياسي بعد العام ٢٠٠٠.هذا الرجل واسمه علي حسن العلي من تاشع عكار فُقِدت آثاره في احداث التبانة #طرابلس من ٤٠ سنة ليتبيّن اليوم إنو كان سجين ب #حماه وتمّ إطلاق سراحو. pic.twitter.com/5zjp88FwUS
— Yazbek Wehbe (@YazbekWehbe) December 5, 2024
وتحرر العلي ضمن عملية سيطرة المعارضة السورية على مدينة حماة في إطار معركة "ردع العدوان"، وظهر فور خروجه مؤكداً هويته، حيث تعرف عليه مختار بلدته تاشع العكارية وعدد من أبناء المنطقة. ورغم تحريره، لم تتمكن عائلته من التواصل معه حتى الآن، وسط تعقيدات لوجستية وأمنية في إيصال المحررين إلى لبنان.بيان الأهالي
ويبقى ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية واحداً من أبرز الملفات العالقة بين البلدين، وتشير التقديرات إلى وجود 622 معتقلاً لبنانياً، اختفى معظمهم خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية والوصاية السورية.ورغم المطالبات المستمرة، لم تبذل الحكومات اللبنانية المتعاقبة جهوداً كافية لحل القضية. وفي حزيران/يونيو 2023، امتنعت الحكومة اللبنانية عن التصويت على مشروع قرار أممي لإنشاء آلية جديدة للمفقودين في سوريا، ما أثار استياء واسعاً لدى أهالي المعتقلين والمجتمع الحقوقي اللبناني.في هذا السياق، أعربت "لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين" في لبنان، موقفها، عبر بيان أكدت فيه أن انتشار صور تحرير المعتقلين من سجن حماة أثار موجة من التفاؤل والقلق في آن واحد بين الأهالي، الذين يعيشون مأساة تجاوزت أربعة عقود. ودعت اللجنة الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها في الكشف عن هويات المحررين، مشددة على ضرورة تشكيل لجنة طوارئ مشتركة تضم الجهات الأمنية والقضائية والهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً.
مش بس نكر وجود معتقلين بالمعتقلات السورية بل طلب من الشعب اللبناني الاعتذار من النظام المجرم اللي احتل بلدنا وهجرنا وقتلنا واعتقلنا!شو انك مجرم يا ميشال عون ما في إلا عدالة السما رح تاخد حق هالناس منك!#العونية_خطر_عالهوية#المعتقلين_بالسجون_السورية pic.twitter.com/tNBZS8KotG
— Jossy.H.KH
المدن