جسّد لبنان قصة صمود لا مثيل لها بعد حرب قاسية دامت نحو 66 يوماً، حيث أبى “بلد العيد” إلا أن ينفض عنه غبار الحرب ويستعد لاستقبال أبنائه من بلاد الإغتراب.
هي أيام قليلة على إعلان وقف إطلاق النار، حتى تبدل المشهد في مطار رفيق الحريري الدولي المكتظ بزحمة أبناء وطن الأرز الذين توافدوا لتمضية عطلة الأعياد هذه السنة مع أهلهم .
تواصلت مع لبنانيين منتشرين في بلاد الإغتراب الذين أكدوا مجيئهم الى لبنان لتمضية العطلة مع عائلاتهم بعد وقف إطلاق النار.
تقول: رنا الحسن طالبة لبنانية في فرنسا: لن نخشى العودة الى بلادنا وقضاء العطلة مع أهلنا، سافرت منذ عامين لمتابعة دراستي في فرنسا وفي كل عام أنتظر الأعياد للنزول الى لبنان للقاء أهلي وكان من المفترض أن آتي الى لبنان في شهر أيلول لكن توسع العدوان وتوقف الرحلات منعاني من ذلك”.
وتضيف الحسن: “عشنا ع أعصابنا” من الصعب جداً أن نرى بلدنا وأهلنا في خطر ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئا سوى الإطمئنان من بعيد .”
ويقول عماد حمود الذي وصل من السعودية الى لبنان: “قد يعتقد البعض أن المغترب مرتاح في الخارج، فنحن أجسادنا فقط هناك وقلوبنا أرواحنا تبقى في لبنان، ننتظر فترة الأعياد بفارغ الصبر، لأن جو الأعياد مختلف هنا، والسهر مع العائلة والتجول في شوارع لبنان التي تنبض بالحياة “بتسوى الدني ومافيها”.
حال عماد و رنا كحال كل المغتربين اللبنانيين الذين لا يفوتون فرصة للقدوم الى لبنان، وهنا لابد من الإشارة الى الدور الإيجابي الذي يلعبه المغترب اللبناني.
طيلة هذه الفترة حافظت شركة طيران الشرق الأوسط على إبقاء لبنان متصلاً بالخارج خلال فترة العدوان الإسرائيلي، رغم المخاطر الناجمة عن الغارات الإسرائيلية في محيط المطار، وعقب إعلان تفاهم وقف إطلاق النار عاد العالم الى بيروت حيث تعود الشركات تباعاً لتسيير رحلاتها بعد توقف دام طيلة فترة الحرب.
وفي هذا السياق يقول نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود لـ””: ان طائرات شركة طيران الشرق الأوسط هي وحدها التي كانت تعمل في مطار بيروت، حيث وصلت ملاءة طائراتها القادمة إلى لبنان، خلال فترة الأعياد بين 85 في المئة و90 في المئة وهو ما يعكس حب اللبناني لبلده وإصراره على القدوم وتمضية الوقت مع العائلة كما أن البعض سيأتي ليتفقد منازله بعد أن توقفت الحرب”
يضيف عبود: “بعد إعلان قرار وقف إطلاق النار نشطت الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي حيث تجاوز عدد القادمين يومياً الـ 4200 راكبا بينما كان عدد الوافدين قبل الإتفاق تتراوح بين 2000 و2500 وافد يوميًا، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأعداد في الارتفاع خلال الأيام المقبلة لاسيما مع عودة عدة شركات طيران الى بيروت”
وكان رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن قد أشار الى انه “من المفترض أن تعاود كل شركات الطيران العربية والأجنبية تسيير رحلاتها بشكل طبيعي من والى المطار ابتداءً من 5 الى 15 كانون الأول” .
ولفت الحسن الى أن “شركات الطيران العربية والأجنبية بدأت تتواصل معنا شفهيا منذ اعلان وقف اطلاق النار، والآن أصبح هناك تحديد لأوقات التشغيل، أما في ما يتعلق بسعر التذاكر، فهذا عرض وطلب وكلما كان الشخص يريد الحجز لموعد قريب كلما ارتفع سعر التذكرة، ولكن مع عودة الشركات العربية والأجنبية لتسيير رحلاتها فهذا يفتح المجال لأماكن إضافية وتلقائيا سيكون هناك منافسة وانخفاض بأسعار التذاكر”.
موقع سفير الشمال الإلكتروني