تتوجه الأنظار خلال الساعات المقبلة إلى محافظتي حمص وسط سوريا ودرعا في الجنوب، بعد سيطرة الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام على مدينة حماة، والتي وصف وزير الدفاع في حكومة النظام علي محمود عباس، الانسحاب منها بـ"الإجراء التكتيكي".استكمال السيطرةوأعلنت غرفة عمليات "ردع العدوان" خلال الساعات الماضية، إحكام قبضتها على مدينة حماة، وذلك بسيطرتها على جبل زين العابدين وبلدة قمحانة في الريف الشمالي. وكانت الفصائل قد التفت حول هذين الموقعين ولم تدخل عبرهما إلى مدينة حماة، حيث دخلت من الجهتين الشرقية والغربية ثم عادت لتسيطر عليهما.إضافة إلى ذلك، فقد أحكمت الفصائل السيطرة على عدد من المواقع العسكرية في محيط مدينة حماة، مثل مطار حماة العسكري و"اللواء-87"، بينما سيطرت داخل المدينة على الثكنات العسكرية والأفرع الأمنية وقصر المحافظ ومبنى المحافظة، وسجن حماة المركزي، وأطلقت منه عشرات المعتقلين، وكذلك فعلت عند دخولها سجن فرع الأمن العسكري.وإلى شرق مدينة حماة، بسطت الفصائل سيطرتها على مدينة السلمية دون قتال، وكذلك على مدينة محردة في الشمال الغربي. ويسكن في هاتين المدينتين أقليات دينية، اختار سكانها التزام الحياد مما يجري وتجنيبهما المعارك، وسط تطمينات من قبل الفصائل بعدم المساس بأي مدني.ريف حمصوانتقل صدى السيطرة على مدينة حماة إلى ريف حمص، حيث استهدفت مجموعات معارضة داخل مدينة تلبيسة، في ريف حمص الشمالي، رتلاً منسحباً لقوات النظام من مدينة حماة على طريق "الإم-5"، قبل أن تبدأ قوات النظام بقصف أحياء المدينة، ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة آخرين. أما في الرستن، في ريف حمص الشمالي، الواقعة قبل تلبيسة من جهة مدينة حماة، فقد قالت غرفة عمليات "ردع العدوان" إنها سيطرت على كتيبة الهندسة في شمال مدينة الرستن، كما دعت جميع عناصر وضباط قوات النظام إلى الانشقاق والتوجه إلى مدينة حماة، متعهدة بحمايتهم. وعقب السيطرة، قصف طائرات روسية جسر مدينة الرستن الواقع على نهر العاصي على طريق "إم-5"، ما أدى لتدميره، من أجل تعطيل تقدم الفصائل نحو السيطرة على ريف حمص الشمالي، ومدينة حمص.درعاوفي درعا، المحافظة الجنوبية لسوريا، فقد علمت "المدن" من مصادر متابعة أن مجموعات مسلحة معارضة اتفقت على تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة، للبدء في شن هجمات ضد قوات النظام في المحافظة وريفها، مؤكدةً أن العمليات قد تبدأ غداً الجمعة.لكن المصادر أشارت إلى أنه من المتوقع ألا يكون هناك عمليات كبيرة في المحافظة، بانتظار قرار موافقة زعيم "اللواء الثامن" أحمد العودة على المشاركة، لأن المجموعات لا تملك ذخيرة لمثل تلك المعارك الكبيرة. ويعد "اللواء الثامن" أحد التشكيلات التي انشأتها القوات الروسية في درعا، على أنقاض "تجمع شباب السنة" الذي كان يقوده العودة، إبان سيطرة الفصائل على المحافظة قبل منتصف العام 2018. يشار إلى أن اللواء يتبع الآن للأمن العسكري، ويحتفظ بجميع سلاحه وذخيرته، منذ ذلك الوقت.