للمرة الأولى.. "الجولاني" يستخدم اسمه الحقيقي
2024-12-05 16:55:49
في خطوة غير مسبوقة، أصدر زعيم "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، بيانًا رسميًا باسمه الحقيقي بدلًا من لقبه الشهير "أبو محمد الجولاني"، حيث بارك لمقاتليه دخول مدينة حماة الاستراتيجية بعد سلسلة من المعارك العنيفة.
هذا البيان، الذي تضمن إشارة إلى الانتصار العسكري في المدينة، يعد تطورًا لافتًا في مسار الهيئة وقيادتها، خاصة مع ما يحمله من دلالات سياسية وعسكرية في السياق الراهن للصراع السوري.
وأفاد البيان، الذي نشر عبر وسائل الإعلام التابعة للهيئة، بأن مقاتلي "هيئة تحرير الشام" تمكنوا من السيطرة على المدينة بعد اشتباكات شرسة مع قوات الجيش السوري التي اضطرت للانسحاب من المدينة حفاظًا على حياة المدنيين.
كما أكدت الهيئة أنها سيطرت على عدد من المنشآت العسكرية، بما في ذلك سجن حماة المركزي ومطار حماة العسكري، مما يعزز موقعها الاستراتيجي في المنطقة.
هذا الانتصار يأتي في وقت يشهد فيه الجيش السوري تكبد خسائر فادحة في العديد من الجبهات.
فقد أعلن الجيش السوري، اليوم الخميس، خسارته لمدينة حماة، موضحًا في بيان نشرته وكالة "سانا" الرسمية أن المجموعات المسلحة تمكنت من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها بعد اشتداد المواجهات.
وأضاف البيان أن القوات السورية انسحبت من المدينة حفاظًا على أرواح المدنيين، حيث قامت بإعادة الانتشار والتموضع خارج حدود المدينة.
الهيئة، التي تقودها الآن أحمد الشرع بعد سنوات من استعمال لقبه "الجولاني"، قد عززت مكانتها في الآونة الأخيرة وسط صعود مفاجئ للجماعات المسلحة التي تتلقى دعمًا من تركيا. ويدل هذا التغيير في القيادة على تحول قد يشهد تطورات جديدة في سياسات الهيئة العسكرية.
تزامن هذا مع تزايد تحركات الفصائل المعارضة الأخرى في سوريا، التي استعادت عدة مناطق من قبضة الجيش السوري في شمال وغرب البلاد. حيث نجحت المعارضة المدعومة من تركيا في استعادة مدن استراتيجية كانت قد خضعت لسيطرة النظام السوري، وسط تصاعد المواجهات في إدلب وريف حلب، مما يهدد استقرار النظام السوري في مناطق رئيسية.
الأنظار تتجه إلى حماة، التي تعد نقطة تحول في المواجهات الدائرة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة. المدينة، التي تقع في وسط سوريا، كانت تاريخيًا نقطة مهمة في الحرب الأهلية السورية بسبب موقعها الاستراتيجي القريب من العاصمة دمشق. ما يعزز أهمية هذه السيطرة هو أن المدينة كانت تمثل عائقًا رئيسيًا أمام تقدم الفصائل المسلحة نحو مناطق أخرى في وسط وجنوب سوريا.
هذا التطور يأتي في وقت عصيب للنظام السوري، الذي يواجه تحديات عسكرية وضغوطات اقتصادية وسياسية متزايدة. إضافة إلى الضغوط التي يتعرض لها من قبل القوى الإقليمية والدولية، ما يجعل المعركة على حماة نقطة محورية في مسار الحرب.
وكالات