معاناة ما بعد التهجير... مأساة جديدة تتطلب تدخلاً سريعًا!
2024-12-05 10:55:45
""في أعقاب الحرب التي طالت مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية في لبنان، عانى النازحون من أزمات متعددة، كان أبرزها استغلال تجّار الأزمات. فإلى جانب معاناة التهجير والدمار، واجه هؤلاء النازحون استغلالًا في أسعار إيجارات الشقق السكنية، حيث عمد بعض التجار إلى رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، مستغلين حاجة الناس إلى المأوى. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى لقمة العيش، إذ شهدت بعض المناطق ارتفاعًا جنونيًا في أسعار السلع الأساسية، مما أضاف عبئًا إضافيًا على كاهل المواطنين.ومع أن هناك قلة من الناس فتحوا منازلهم للنازحين ورفضوا استغلال الأزمة، إلا أن الأغلبية استغلت الأوضاع لتحقيق أرباح كبيرة، تاركين الفئات الأكثر ضعفًا تحت وطأة المعاناة.ومع انتهاء الحرب وعودة معظم الأهالي إلى منازلهم المدمرة جزئيًا أو كليًا، برزت أزمة جديدة تمثلت في استغلال الطلب الكبير على الزجاج والألمنيوم لإصلاح النوافذ والأبواب المحطمة. وأوضح أحد المتخصصين في تركيب الزجاج والألمنيوم عبر "" أن الطلب على هذه المواد شهد ارتفاعًا هائلًا بالتزامن مع قفزات كبيرة في الأسعار. فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر نوعية معينة من الزجاج من 20 دولارًا إلى 30 دولارًا، مع توقعات بمزيد من الزيادات في الأيام المقبلة نتيجة الضغط الكبير.تروي "جنا"، وهي إحدى النساء العائدات إلى منزلها في الجنوب، معاناتها عبر ""، قائلة: "زجاج منزلي محطم بالكامل، وأنا بانتظار المسؤولين عن إعادة تركيبه. للأسف، لا أستطيع تحمّل تكلفة التصليحات؛ الأسعار مشتعلة ولا أحد يرحمنا، حتى من أبناء بلدنا".تصريحات جنا تعكس واقع الكثير من المتضررين، الذين باتوا محاصرين بين الحاجة الملحة للإصلاحات واستغلال التجار الذين يرفعون الأسعار بلا رقيب أو ضمير.وعليه، تستدعي هذه الأوضاع تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية لضبط الأسعار ومراقبة الأسواق، إلى جانب إطلاق مبادرات مجتمعية لمساندة المتضررين. فالحرب لم تكتفِ بتدمير المنازل والبنية التحتية، بل أظهرت أيضًا وجهًا قاسيًا من الجشع الذي يستغل حاجات الناس في أشد أوقاتهم ضعفًا.
وكالات