مراحل متعددة... إليكم خطط المعارضة لإدارة حلب شمالي سوريا
2024-12-05 08:25:55
بعد أيام من سيطرة المعارضة السورية على حلب، كبرى مدن الشمال السوري والعاصمة الاقتصادية للبلاد، تسود حالة من الترقب والحذر بين الأهالي. ورغم ذلك، تشهد غالبية أحياء المدينة حركة شبه طبيعية وعودة تدريجية لمظاهر الحياة اليومية.
ويبدي سكان حلب مخاوفهم من قصف الطيران الحربي الروسي والسوري، الذي استهدف عدة مناطق في المدينة منذ إعلان المعارضة سيطرتها عليها، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
وفي الأيام الأولى، شهدت المدينة أزمة خبز حادة سرعان ما خفّت حدّتها مع تدخل منظمات وجمعيات أهلية من إدلب وريف حلب، والتي وزعت الآلاف من ربطات الخبز على السكان في مختلف الأحياء.
وتواجه المدينة تحديات كبيرة على صعيد الخدمات الأساسية، إذ تعاني معظم الأحياء من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، مع تغذية محدودة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً. كما انقطعت مياه الشرب لعدة أيام، مع توفيرها لساعات محددة في بعض المناطق.
وقال محمود المنجد، أحد سكان المدينة، إنه يخرج من منزله لفترات قصيرة فقط للحصول على الضروريات من خبز وطعام وشراب لعائلته، مشيراً إلى تخوفه من القصف الجوي. وأضاف أن مخاوف الأهالي من تعامل مقاتلي المعارضة معهم تبددت بعد أن شهدوا حسن معاملة من المقاتلين، الذين ساهموا في تأمين الخبز والمساعدات للسكان.
من جهته، أشار موظف حكومي في شركة كهرباء حلب -رفض الكشف عن اسمه- إلى أن الأهالي يعيشون مشاعر مختلطة، يغلب عليها القلق من احتمال عودة سيطرة النظام على المدينة وما قد يترتب على ذلك من عمليات انتقامية.
ودعت سلطات المعارضة عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي الموظفين الحكوميين إلى العودة إلى عملهم، في خطوة وصفتها "حكومة الإنقاذ السورية" بأنها تهدف إلى تيسير شؤون السكان وتأمين الخدمات الأساسية.
وبدأت آليات النظافة بإزالة القمامة وتنظيف الطرقات الرئيسية، فيما أزال نشطاء معظم صور الرئيس بشار الأسد من واجهات الدوائر الحكومية والشوارع، إلى جانب تحطيم تماثيل الرئيس السابق حافظ الأسد.
وقال عبد الرحمن محمد، مدير العلاقات العامة في "حكومة الإنقاذ السورية"، إن العمل جارٍ لتوفير أساسيات الحياة مثل الخبز والمياه والكهرباء، بالإضافة إلى بسط الأمن والأمان والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. وأكد أن خدمات المدينة ستُعاد تدريجياً وفق خطة متعددة المراحل تبدأ بالأساسيات.
وأشار إلى تحسن قريب في خدمة الكهرباء من خلال تزويد بعض الأحياء بالطاقة عبر شركة الكهرباء ودعم المولدات بالمحروقات، لحين تحقيق استقرار كامل في الخدمات. كما شدد على دعوة الموظفين للبقاء في وظائفهم، بهدف "إعادة حلب إلى مكانتها الحضارية والثقافية والاقتصادية التي كانت عليها قبل تدميرها".
وفي أحياء العزيزية والسليمانية والميدان ذات الأغلبية المسيحية، تستمر التحضيرات لأعياد الميلاد ورأس السنة بشكل طبيعي، رغم الحذر الذي يبديه السكان من وقوع أي حوادث طارئة.
وقد أقيم قداس للمرة الأولى منذ سيطرة المعارضة على المدينة في إحدى كنائس حلب، في رسالة تطمين من سلطات المعارضة بعدم التدخل في المعتقدات أو الطقوس الدينية.
وقال أبو جوزيف (66 عاماً)، من سكان حي العزيزية، إنه شهد معاملة طيبة من مقاتلي المعارضة الذين انتشروا في أطراف الحي، وأكد حصوله على الخبز والمياه بشكل مجاني. وأضاف أن المخاوف من انسحاب قوات النظام ودخول المعارضة خفت تدريجياً، مشيراً إلى أن الوضع الحالي مستقر رغم المعاناة المستمرة من غلاء الأسعار وانقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء.
وكالات