كشفت أربعة مصادر مطلعة على معلومات مخابرات أميركية محدّثة، لوكالة "رويترز"، أن "قدرات حزب الله العسكرية تراجعت بشدة بسبب الضربات الإسرائيلية، لكن الجماعة ستحاول على الأرجح إعادة بناء مخزوناتها وقواتها، لتشكل تهديدًا على المدى البعيد للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة".وذكر مسؤول أميركي كبير ومسؤول إسرائيلي ونائبان أميركيان اطلعوا على معلومات استخباراتية، أن "أجهزة المخابرات الأميركية قدرت في الأسابيع القليلة الماضية أن حزب الله بدأ، حتى في وقت كانت فيه الحملة العسكرية الإسرائيلية مستمرة، في تجنيد مقاتلين ويحاول العثور على سبل لإعادة التسلح عبر الإنتاج المحلي وتهريب مواد عبر سوريا".
وحسب الوكالة، عبّر مسؤولون أميركيون عن القلق إزاء قدرة حزب الله على الوصول إلى سوريا، مشيرين إلى أنه "يمكن لإسرائيل مهاجمة إيران من دون التهديد لشمالها بعد تراجع احتمال ردّ حزب الله".هجمات الجيش الإسرائيليهذا وكان الجيش الإسرائيليّ قد شنّ هجومًا بواسطة طائرة مسيرة استهدف آلية مدنية في بلدة مجدل زون في قضاء صور، جنوبي لبنان، حسب ما أفادت تقارير لبنانيّة. وأوضحت التقارير أن المركبة كانت قد تعرضت لهجوم سابق، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن شن غارة جوية على مجدل زون، مدعيًا أن الهجوم استهدف منصة إطلاق صواريخ "كانت تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل". كما أعلن تدمير قواته لوسائل قتالية في مناطق جنوبي لبنان، بينها الخيام وعيترون، زاعمًا أن ذلك يأتي في إطار العمليات العسكرية ضد "أنشطة حزب الله". وكذلك استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي أطراف بلدة راشيا الفخار وسهل الخيام، وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن قصف مدفعي إسرائيلي على سهل مرجعيون.الوضع في مستوطنة المطلةفي المقابل، أقرت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة أكثر من 60% من مباني مستوطنة المطلة الإسرائيلية المحاذية للبنان، وذلك بفعل الصواريخ التي أطلقها "حزب الله"، مشيرة إلى أنّ المطلة تعرضت على مدى سنة وشهرين بشكل يومي لنيران صاروخية كثيفة وصواريخ مضادة للدروع. وذكرت أن المطلة تحوّلت إلى منطقة عسكرية مغلقة، وأكدت تعرضها لضربات قاسية من قبل حزب الله، مشيرة إلى أنه في المطلة، هناك 450 منزلاً متضرراً بشدة أي أكثر من 60%. رئيس مجلس "المطلة" دافيد أزولاي، وفي تعليقه على وضع المستوطنة الحالي قال: "نحن في وضع معقد جداً، نحن لا نعرف حقاً ما يوجد في المطلة بسبب الدمار".
وتابع أنه في حي هار تسفيا المقابل للعديسة وكفركلا، هناك 100 منزل، على الأقل 75% منها أصيب، مشدداً على أنّ "أغلب الإصابات تستلزم الهدم". وأشار إلى أنّ هناك 20 ألف طلب أضرار في الشمال، مؤكداً أنّ الضرر المباشر في الشمال يقدر بأكثر من 2 مليار شيكل (أكثر من 550 مليون دولار). وبالإضافة إلى ما سبق، أشار إلى أنّ طرقات "المطلة" تضررت أيضاً بسبب جنازير الدبابات.