بغطاء جوي روسي... الجيش السوري يتصدى للفصائل المسلحة
2024-12-04 11:25:48
مازالت الجبهة السورية تشهد تطورات ميدانية متسارعة، حيث تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية في ريف حماة وإدلب وحلب، مع نجاحات واضحة في دفع الفصائل المسلحة بعيدًا عن مناطق استراتيجية.
وأكد التلفزيون السوري أن الجيش السوري نفذ غارات دقيقة على مستودعات وآليات للمسلحين في إدلب وريفها، وسط اشتباكات عنيفة تدور في شمال شرق حماة ومحور الريف الشمالي الغربي للمدينة.
وفي إطار الهجوم المضاد الذي شنته القوات السورية، أفادت "جريدة الوطن" السورية أن التشكيلات المسلحة قد تراجعت نحو 20 كم عن مدينة حماة. كما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر ميدانية أن المعارك تركزت حول جبل زين العابدين، وهو أحد المعابر الرئيسية التي تصل الفصائل المسلحة إلى مدينة حماة.
وأشار المرصد إلى أن الغارات الجوية المكثفة التي شنها الطيران الروسي والسوري أسفرت عن تقليص المسافة بين الفصائل المسلحة ومدينة حماة إلى 5-7 كيلومترات.
وفي تطور آخر، أعلن الجيش السوري عن إدخال "أضخم رتل عسكري" إلى ريف حماة، حيث تهدف هذه التعزيزات إلى دعم القوات المنتشرة على الجبهات والمساهمة في تأمين محيط مدينة حماة بالكامل.
كما أكد الجيش أن العمليات العسكرية تشمل غارات مكثفة على ريفي إدلب وحلب، بدعم من الطيران الحربي الروسي، في خطوة تهدف إلى إحكام السيطرة على المناطق الحدودية الغربية والشمالية لحماة.
وأفاد الجيش السوري في بيان رسمي بأنه تمكن من قتل ما لا يقل عن 200 عنصر من الفصائل المسلحة منذ بداية المعارك، كما دمر أكثر من 20 طائرة مسيرة أطلقتها الفصائل في إطار محاولاتها لاستهداف مواقع الجيش السوري.
في الوقت ذاته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الفصائل المسلحة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، قد وسعت نطاق عملياتها في ريف حماة، حيث سيطرت على أكثر من عشر بلدات وقرى في الشمال والشمال الغربي للمدينة.
وحسب تقارير المرصد، فإن الفصائل المسلحة قد اقتربت بشكل كبير من مدينة حماة، حيث أصبحت على بُعد 7 كيلومترات من الشمال.
وأشار المرصد إلى أن "هيئة تحرير الشام" لم تدخل المدينة بعد، لكنها تسعى للسيطرة عليها من الجهة الشمالية، بهدف فرض حصار على المدينة من ثلاث جهات.
وعلى الرغم من هذه التطورات، أكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في تصريحات لـ"العربية" و"الحدث" أن الجيش السوري لا يزال يسيطر على مدينة حماة.
في ظل هذه التطورات الميدانية، أفاد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن طهران مستعدة لدراسة طلب الحكومة السورية إذا تقدمت بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى دمشق.
تصريحات عراقجي تأتي بعد جولته الخارجية التي شملت كلًا من دمشق وأنقرة، حيث أشار إلى أن طهران تعمل على تهيئة الأجواء لتقديم مبادرات تهدف إلى حلّ دائم للأوضاع في سوريا.
وتستمر المعارك في سوريا في سياق متشابك مع التحركات الإقليمية والدولية، إذ يواصل الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي، تعزيز موقفه في مواجهة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا ومنظمات أخرى. وتأتي هذه المعارك في وقت حساس، حيث تسعى القوى الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها المختلفة في الأراضي السورية.
وكالات