تراجعت حدة الخروقات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية، صباح اليوم الأربعاء، مع دخول لبنان الأسبوع الأول على اعلان وقف اطلاق النار. ومن المرتقب أن تجتمع لجنة المراقبة الخماسية بأولى اجتماعاتها خلال اليومين المقبلين في المقر الرئيسي لليونيفيل في الناقورة، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة للبنان، وخصوصاً ما صدر عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي أشار في تصريح له من الحدود الشمالية في وقت سابق، إلى انه "إذا انهار اتفاق وقف إطلاق النار فلن يكون هناك تسامح مع دولة لبنان".
وفي أحدث الخروقات الإسرائيلية، سقطت قذيفة مدفعية على سهل مرجعيون. وكانت قوات من الجيش الإسرائيلي نسفت بعد منتصف ليل أمس، منازل ومباني في بلدة الخيام، حيث سمع دوي الانفجار في أنحاء الجنوب. كما ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على الخيام وكفركلا، بالإضافة إلى قصف مدفعي عنيف على كفركلا.
جاء ذلك على وقع تحذير جديد، صدر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، للأهالي بمنع الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري، حتى إشعار أخر. وشكل الحذير سكان أكثر من 60 قرية وبلدة من الرجوع إليها.
كما أُفيد أن طائرة مسيّرة إسرائيلية، تحلق على علو منخفض، في اجواء مدينة صور.اللجنة الخماسيةومع إستمرار الخروقات، كانت قد نقلت مصادر مطلعة لـ"رويترز" أنّ "هناك حاجة ملحّة إلى بدء عمل لجنة الإشراف المشتركة قبل فوات الأوان"، وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة عن الغاية والمبرر من تأخير بدء عمل اللجنة على الرغم من الخروقات الكبيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي وأدت إلى استشهاد 13 مواطناً خلال أسبوع على اعلان الموافقة على الاتفاق الأميركي.
وبحسب المعلومات فإنّ العميد ادغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني سيمثّل لبنان في لجنة مراقبة اتفاق وقف النار مع إسرائيل. وعليه من المتوقّع أن يصل اليوم إلى لبنان المندوب الفرنسي للجنة المراقبة الخماسية، الجنرال جيوم بونشين، برفقة وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، على أن يتكمل عقد اللجنة وتبدأ عملها أقلّه في المرحلة الأولى لاعلان تثبيث وقف اطلاق النار والزام إسرائيل بالتوقف عن الخرق.وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد في حديث صحفي أنّه "اتفقنا مع السعودية على العمل على دعم مالي وتجهيز الجيش اللبناني لضمان وقف إطلاق النار ونشر الجيش في الجنوب، والعمل للحل السياسي والقيام بدور فعال من أجل تحقيق النصاب لجلسة انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني".مجلس الوزراء
وعلى المستوى الداخلي سياسياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة، اليوم الأربعاء، في السرايا لبحث جدول اعمال من 54 بنداً. وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكد في وقت سابق أنّ "الاتصالات الديبلوماسية مستمرة لوقف الخروقات الاسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية". ميقاتي أشار إلى أنّ اعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش، سيندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب.