الضربات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل: "رسائل سياسية"
2024-12-03 08:55:43
قال الخبير العسكري العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي أن "تصاعد الخروقات بين حزب الله وإسرائيل هو نتيجة طبيعية لغياب آلية مراقبة فعالة، وهو الأمر الذي تتحمل مسؤوليته لجنة المراقبة". وأوضح الفلاحي، في حديثه لقناة "الجزيرة"، أن "وقف إطلاق النار في لبنان كان هشًا بشكل كبير بسبب غياب آلية المراقبة الحازمة"، مشيرًا إلى أن "هذا كان يجب أن يكون جزءًا من الإطار العام للاتفاق عند وضعه".ولفت إلى أن "غياب آلية مراقبة واضحة كان لا بد أن يؤدي إلى حدوث خروقات، وزيادة وتيرتها مع مرور الوقت، خاصة في ظل تفسير كل طرف لبنود الاتفاق وفقًا لوجهة نظره، مما أدى إلى الخروقات الميدانية".من جانب آخر، أعلن حزب الله، يوم أمس الاثنين، عن تنفيذ "رد دفاعي تحذيري" ضد موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة في جنوب لبنان، معتبرًا ذلك ردًا على الخروقات الإسرائيلية المتكررة لوقف إطلاق النار.ورأى الفلاحي أن "الضربات المتبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي تمثل "رسائل سياسية" يتم إرسالها من خلال إطلاق الصواريخ والخروقات المستمرة للاتفاق".وفي هذا السياق، ذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن "وزير الدفاع يسرائيل كاتس قد صدق على خطط لشن هجمات واسعة النطاق على حزب الله، وأن المستوى السياسي في إسرائيل وافق على تكثيف الهجمات على الحدود السورية اللبنانية"، وأوضحت أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتبر أن عدم الرد بشكل قوي وفوري قد يضر بوقف إطلاق النار لسنوات"، مشيرة إلى أن "إسرائيل قد تدخل في قتال يستمر لعدة أيام".وقد بدأ الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين، بتنفيذ ما وصفته بـ"سلسلة هجمات في لبنان" ردًا على قصف حزب الله، في حين أفادت "الجزيرة" عن غارات إسرائيلية على مرتفعات الريحان وأطراف بلدتي جباع وحومين الفوقا في جنوب لبنان.ورجح الفلاحي أن "لجنة المراقبة تعمدت عدم وضع آلية مناسبة، مما يسمح لإسرائيل بالتصعيد العسكري في الفترة المقبلة، ويعيد الجميع إلى المربع الأول"، واعتبر أن "رد حزب الله يشكل رسالة تؤكد قدرته على الرد على الخروقات، مع إمكانية توسيع نطاق الرد في حال استمرت هذه الخروقات".وتنوعت أشكال الخروقات الإسرائيلية للاتفاق بين تفجيرات لنسف منازل، وقصف بالمدفعية، وتحليق بالمسيّرات والطيران الحربي، بالإضافة إلى إطلاق نار من أسلحة رشاشة، وتوغلات، وتجريف طرقات، وإضرام نار في سيارات وسحقها.من جانبها، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قوله أن "الجيش الإسرائيلي سيهاجم حزب الله بقوة ردًا على انتهاكه الخطير للاتفاق"، مؤكدًا أنهم "سيواصلون هذه الهجمات".كما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين قولهم أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش في لبنان"، وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن "تل أبيب قد أبلغت واشنطن نيتها تنفيذ سلسلة هجمات في لبنان ردًا على إطلاق حزب الله صواريخ".يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بدأ سريانه فجر الأربعاء الماضي، بعد فترة من القصف المتبادل الذي بدأ في 8 تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في الشهرين الأخيرين.
وكالات