أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، عن أمله بإنهاء حالة عدم الاستقرار في سوريا، عبر اتفاق يتماشى مع المطالب المشروعة للشعب السوري.
وأضاف أردوغان "نتابع عن كثب التطورات التي استجدت فجأة خلال الأيام الماضية، في جارتنا سوريا"، مؤكداً أن "تركيا كما كانت بالأمس، مستعدة اليوم أيضاً، للقيام بما يقع على عاتقها لإخماد النار المشتعلة في المنطقة".
وتابع: "أكبر تمنياتنا هو الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وإنهاء حالة عدم الاستقرار عبر اتفاق يتماشى مع المطالب المشروعة للشعب السوري"، مضيفاً "نتابع التطورات الميدانية في سوريا، لحظة بلحظة، في إطار أولويات الأمن القومي لبلادنا، ونتخذ التدابير اللازمة لمنع حدوث أي تطورات غير مرغوبة".
وأكد أن موقف بلاده وحساسية موقعها وأولوياتها الأساسية في الصراع السوري "واضحة"، لذا فإن "أولويتنا هي الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وإنهاء حالة عدم الاستقرار المستمرة منذ 13 عاما، بتوافق الآراء".توافق روسي-إيراني
وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في العام 2011، أصبحت حلب خارج سيطرة الحكومة السورية، في ظلّ سيطرة الفصائل على كلّ الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام.
وردا على ذلك، نفّذ الطيران الحربي السوري والروسي عمليات قصف على مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة، في محافظة إدلب، في شمال غرب سوريا، وفي حلب المجاورة، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً بينهم أطفال، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
واتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشيكان، الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن هجوم فصائل معارضة وهيئة تحرير الشام في سوريا.
وقال الكرملين، اليوم، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش الموقف في سوريا، مع نظيره الإيراني في مكالمة هاتفية. وأضاف الكرملين في بيان، أن "التركيز انصب على الموقف المتصاعد في الجمهورية العربية السورية". وقال البيان إن الرئيسين، "عبرا عن دعمهما غير المشروط لإجراءات السلطات الشرعية في سوريا، لاستعادة النظام الدستوري والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة السورية".
ونقل الموقع الإلكتروني للحكومة الإيرانية عن بزشكيان قوله إن طهران مستعدة لأي تعاون مع روسيا للسيطرة على الوضع الإقليمي والمساعدة في حل الأزمة السورية.
وأضاف بزشكيان "نعتقد أن الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة، هي جزء من خطة خطيرة للولايات المتحدة والنظام الصهيوني، لإحداث اضطراب في المشهد الجيوسياسي في المنطقة لصالح الصهاينة، لكن هذه الخطة ستفشل بفضل وحدة وتعاون الدول الإقليمية".دعوة أميركية لخفض التصعيد
وفي السياق، دعا المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، باتريك رايدر، الأطراف المتنازعة في سوريا لخفض التصعيد. وأكد في إحاطة صحافية، اليوم، أن "لا علاقة للولايات المتحدة بما يجري في سوريا"، مشيراً إلى أن قوات أميركية في المنطقة، تعرضت لهجوم صاروخي لكنه لم يوقع أي إصابات.
وقال رايدر: "نحن مستعدون للدفاع عن مصالحنا وقواتنا في المنطقة، لا سيما التي تعمل في سوريا؛ لضمانة هزيمة تنظيم داعش". وأضاف "ليس هناك أي تغيير في انتشار قواتنا في شمال شرق سوريا، ونواصل مراقبة الوضع عن كثب".
كذلك، حضّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، "كل الدول" على "استخدام نفوذها" لخفض التصعيد في سوريا. وقال الاثنين، إن واشنطن تحض "كل الدول على استخدام نفوذها" من أجل "الدفع ًقدما نحو خفض التصعيد وحماية المدنيين وفي نهاية المطاف نحو عملية سياسية".
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "قلقه" إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، ودعا إلى وقف فوري للقتال.
وقال الناطق باسم غوتيريش، ستيفان دوغاريك، في بيان، الاثنين: "على جميع الأطراف بذل ما في وسعها لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، خصوصاً من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية".
وأضاف أن "السوريين يعانون هذا الصراع منذ حوالى 14 عاماً، وهم يستحقّون أفقاً سياسياً يقودهم إلى مستقبل سلمي، وليس إلى المزيد من إراقة الدماء".
وقال دوغاريك إن في هذه الظروف من انعدام الأمن، كان لا بد من "تعليق" العمليات الإنسانية للأمم المتحدة وشركائها "إلى حد كبير"، في مناطق عدة في حلب وإدلب وحماة، مشيراً إلى استحالة الوصول بشكل خاص إلى المستودعات التي تخزّن المساعدات الإنسانية فيها.