نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة تأكيدها زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى روسيا، قبل أيام، فيما أكد الكرملين مواصلة دعمه للأسد في وجه هجوم الفصائل المعارضة في شمال سوريا.
زيارة الأسد
وقالت مصادر الصحيفة، إن الأسد طلب خلال زيارته المزيد من الدعم الروسي خلال الزيارة، ثم عاد إلى دمشق الأحد، من أجل اللقاء مع وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي.
وقال محللون عسكريون إن خسارة النظام حلب، لصالح الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، تحرمه أحد المراكز التجارية الهامة في البلاد، عدا عن كونها مركزاً سكانياً رئيسياً، مضيفين أنه في حال تقدم المهاجمون جنوباً، فقد يحاولون قطع وصول النظام إلى ساحل البحر المتوسط، والقواعد الجوية والبحرية الاستراتيجية هناك.
وقال محللون أمنيون إن الأسد يواجه تساؤلات متجددة حول مدى قدرة نظامه على البقاء، وذلك مع خسارة المنطقة في الشمال الغربي، إضافة لمناطق لصالح الفصائل المدعومة من تركيا، كانت تحت سيطرة المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.
وأضافوا أن انهيار الوجود الحكومي في حلب، وفي مختلف أنحاء الشمال الغربي، كشف عن نظام هشّ أصبح يعتمد بشكل متزايد على الدعم الروسي والإيراني، من أجل بقائه.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأسد يواجه التحدي الأخطر لاستمرار في السلطة منذ نحو عقد، بعد سيطرة الفصائل المعارضة على حلب، وسحق قواته سريعاً، المدعومة من روسيا وإيران.
إيران وروسيا
واعتبرت الصحيفة أن مكاسب الفصائل المعارضة تمثل تحولاً مفاجئاً في ديناميكيات القوة في الشرق الأوسط الأوسع، وانتكاسة مؤلمة لكل من روسيا وإيران.
وقالت إن موسكو وطهران اللتين ساعدتا نظام الأسد على البقاء، تجدان نفسيهما منهكتين نتيجة لحروب منفصلة، روسيا في أوكرانيا، بينما في حالة إيران، فإن حلفاءها، حماس في غزة، وحزب الله في ولبنان، ضعفا بسبب صراعهما مع إسرائيل.
وأشارت إلى أن الطائرات الروسية حاولت ابطاء تقدم المعارضة في حلب، من خلال الغارات الجوية، لكنها سيطرت رغم ذلك على حلب، والتي تمثّل أهمية رمزية وثقلاً استراتيجياً، وكانت قد خضعت للفصائل في أجزاء منها خلال الحرب السورية، قبل خروجها نهاية العام 2016.
وكان مسؤولون أوكرانيون قد أكدوا أن روسيا نقلت معدات عسكرية من بينها منظومة "إس-300"، من قواعدها في سوريا، لاستخدامها في حربها ضد كييف.
وبالنسبة لإيران، والتي طالما نظرت إلى سوريا لتوسيع نفوذها في مختلف أنحاء المنطقة، وممارسة الضغوط إسرائيل، فقد تسببت الحملات العقابية الإسرائيلية ضد حلفائها في غزة ولبنان، بوضع طهران في موقف دفاعي، بما في ذلك الهجمات الإسرائيلية على إيران نفسها.
ويثير الهجوم الذي شنته الفصائل المعارضة، تساؤلات حول السياسة الأميركية تجاه سوريا، حيث يتمركز مئات الجنود الأميركيين في أقصى شرق البلاد.
دعم روسيا
واليوم الاثنين، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن روسيا تواصل دعم الأسد، وسط تدهور الوضع في سوريا.
وتعليقاً على الوضع في سوريا، قال بيسكوف للصحافيين: "نحن بالطبع نواصل دعم بشار الأسد"، مضيفاً أن موسكو تواصل الاتصالات على أعلى المستويات المناسبة، وتقوم بتحليل الوضع، "وسيتم تشكيل موقف بشأن ما هو مطلوب لتحقيق استقرار الوضع".
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسية أندريه رودينكو: "لدينا الآن اتصالات وثيقة في الواقع مع جميع اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك ممثلو إيران وتركيا"، مضيفاً أن هناك أمكانية عقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية إيران، وروسيا وتركيا، بشأن سوريا. وأكد أنه "لا يمكن استبعاد مثل هذا الاجتماع، سواء كان ذلك في روسيا أو في أي مكان آخر".