حذرت الولايات المتحدة الأميركية، إسرائيل "من إنتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان"، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر مطلعة. الصحيفة أشارت إلى أنّ "هناك انتهاكات إسرائيلية أبرزها عودة المسيرات لسماء بيروت"، تزامناً مع رسالة بعثها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، أبلغ من خلالها المعنيين "بوجود خروقات من الجانب الإسرائيلي لاتفاق وقف اطلاق النار في لبنان"، بحسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
هوكشتاين الذي يُعد اليوم المشرف على مهمة لجنة المراقبة الخماسية، أقله حتى استلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 كانون الثاني المقبل، يعول على دوره لتثبيت وقف اطلاق النار إلى جانب الدور الفرنسي، وخصوصاً أنّ فرنسا كان سبق وأن حذرت إسرائيل "من خطر انهيار اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان بسبب الانتهاكات"، كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن السلطات الفرنسية في وقت سابق. وهو ما نفته إسرائيل، زاعمة إنّها "لم تنتهك بتاتا اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان"، بل أشارت إلى أن تواجد حزب الله في جنوب نهر الليطاني هو الانتهاك بعينه.تزامناً، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس أبلغت إسرائيل بضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. انتهاك الاتفاقوخلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أنّ بلاده "لا تنتهك الشروط بل على العكس"، مشيراً إلى أنّه "على عناصر حزب الله ترك جنوب الليطاني والتوجه شمالاً". وأوضح ساعر لنظيره الفرنسي "أن الضربات الإسرائيلية تتم عند رصد عناصر من حزب الله يتجولون مسلحين في منطقة جنوب الليطاني أو يحاولون نقل الأسلحة". وبرر ساعر على الرغم من الانتهاكات الكبيرة التي تنفذها إسرائيل، بالقول "لإسرائيل مصلحة في نجاح تطبيق وقف النار، لكن ذلك يتطلب تطبيق الالتزامات من الجانب الآخر". ورأى الوزير الفرنسي أنه "على الحكومة اللبنانية أن تأذن بوضوح للجيش اللبناني بتنفيذ الإجراءات المطلوبة منه بموجب الاتفاق". وختم مشددا على أن بلاده لن تقبل العودة إلى الوضع الذي كان سائدا قبل الحرب.موقف إسرائيلوأمام كل الخروقات الإسرائيلية منذ اليوم الأول على اعلان الهدنة ولغاية اليوم، ما أدى إلى استشهاد مواطنين ونسف منازل وترهيب مواطنين، خرج المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري ليعلن "التزام بلاده باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان"، مشيرًا الى أنّ "مهلة الـ 60 يوما هي مرحلة تدريجية للتأكد من زوال تهديد حزب الله".
وأوضح هاغاري في مقابلة له، "أنّ ما يهم اسرائيل هو التأكيد على أمن إسرائيل وعدم تعرضها لأي تهديد"، مشيراً إلى أنّه "على الشعب اللبناني التأكد من خلو المناطق الحدودية مع إسرائيل من السلاح الذي يهدد أمن إسرائيل". وقال "من مصلحة الحكومة اللبنانية عدم السماح بأي تهديد من قبل حزب الله لأمن إسرائيل".وكان أعلن الجيش الإسرائيلي "تنفيذ هجمات أمس واليوم في لبنان"، زاعماً أن "الهجمات أتت بعد عمليات لحزب الله هددت إسرائيل وخرقت اتفاق وقف إطلاق النار".يأتي ذلك فيما ينقل الإعلام الإسرائيلي تقارير عن "اخفاقات" في الجيش الإسرائيلي، إذ تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن "اعتقال ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية، والتحقيق مع ضابط آخر واستجواب ضابط كبير في إدارة السجون بتهم خيانة الأمانة وعرقلة إجراءات قضائية"، مشيرة إلى أنّ "هؤلاء الضباط مقربون من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".