قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، اليوم الاثنين، إن "سبب التطورات في سوريا هو عدم حل المشاكل القائمة منذ 13 عاماً"، مشيراً إلى أن "الوضع الجديد هو نتاج غياب التفاوض بين النظام والمعارضة".وأكد فيدان في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، في أنقرة، أن بلاده لا تريد "احتدام الحرب الداخلية في سوريا" ولا عودة "قصف وقتل سكانها" من جديد، معتبراً أن الأحداث الأخيرة تؤكد ضرروة الحل السياسي، مضيفاً "يجب استغلال هذه المرحلة لتحقيق حل سياسي دائم".
وأطلقت فصائل المعارضة السورية الأربعاء الماضي، معركة ضد قوات النظام السوري حملت اسم "ردع العدوان"، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة حلب وجزء كبير من ريفها، بالإضافة لاستكمال السيطرة على محافظة إدلب والتقدم باتجاه مدينة حماة.تدخل أجنبيوقال فيدان إنه "لا يمكن تفسير" هجوم الفصائل في شمال سوريا على أنه "تدخل أجنبي"، معتبراً أن "التدخل فيها خاطئ، ومن الخطأ تجاهل مطالب المعارضة". وأكد أن الاتصالات مع إيران مستمرة "لتعزيز العلاقات وبحث الأوضاع في المنطقة"، مشدداً على أن "تركيا وإيران ستتعاونان في مكافحة الإرهاب، وعلينا اتباع سياسة واضحة في مكافحة حزب العمال الكردستاني".مسار أستانةمن جهته، قال عراقجي إنه بحث مع فيدان، "سبل تحقيق الاستقرار في سوريا، ونريد الحفاظ على مسار أستانة"، بالإضافة إلى "العلاقات الثنائية وتطورات غزة ولبنان". واعترف بوجود اختلافات بين موقفي البلدين تجاه الأحداث في سوريا قائلاً: "لدينا مصالح ومخاوف مشتركة مع تركيا، ومن الطبيعي أن تكون بيننا خلافات"، مشيراً إلى أنه سيواصل المشاورات "بشأن سوريا مع دول أخرى في المنطقة مثل العراق والسعودية ومصر". وقال إن "تبعات ظهور المجموعات الإرهابية المجدد في سوريا ستطاول دول جوارها".وكان عراقجي قد وصل إلى تركيا الاثنين، بعد زيارة إلى دمشق التقى فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد. وقالت مصادر إيرانية مطلعة لصحيفة "العربي الجديد"، إن عراقجي بحث مع نظيره التركي تطورات الحرب على غزة والأوضاع في سوريا، وسيطلع تركيا على بعض مخرجات مباحثاته في دمشق، مشيرة إلى أن وزير خارجية إيران سيزور قريباً دولاً مؤثرة أخرى في الملف السوري لبحث التطورات الأخيرة.مستشارون عسكريونوالاثنين، أكدت طهران أنها تعتزم الإبقاء على وجود "المستشارين العسكريين" الإيرانيين في سوريا، لمساندة النظام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي، إن "وجود المستشارين الإيرانيين ليس أمراً جديداً، كان قائماً في الماضي وسيستمر في المستقبل (...) بالتأكيد بحسب رغبة الحكومة السورية". ولم يحدد المتحدث ما اذا كانت الجمهورية الإسلامية تعتزم زيادة عدد المستشارين أو خفضه.وأعلنت السلطات الإيرانية خلال الأعوام الماضية، مقتل العديد من هؤلاء المستشارين إما في معارك وهجمات ميدانية، أو في ضربات جوية تشنّها إسرائيل، على الأراضي السورية.دعم صينيمن جهتها، أكدت الصين دعمها لنظام الأسد، في "جهوده للحفاظ على الأمن القومي والاستقرار"، وفق ما أفاد الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي الاثنين.وقال لين جيان إن الصين على اعتبارها "دولة صديقة لسوريا"، مستعدة "للمساهمة بشكل إيجابي لمنع تدهور الوضع"، بعدما فقد نظام الأسد السبت السيطرة على حلب، ثاني كبرى المدن السورية.وفي أيلول/سبتمبر 2023، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ والأسد، عن "شراكة استراتيجية" بين البلدين أثناء أول زيارة لرئيس النظام السوري إلى الصين منذ العام 2004. وكانت الصين بذلك من بين مجموعة قليلة جداً من البلدان التي زارها الأسد خارج الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب عام 2011. واستخدمت الصين، إلى جانب روسيا، حق النقض مراراً في مجلس الأمن دعماً لدمشق ضد مشاريع قرارات مرتبطة بسوريا منذ بدء العام 2011.