لمحو الذاكرة الثقافية والتاريخية... إسرائيل "تتعَمَّد" استهداف المواقع الأثرية
2024-12-02 07:55:45
تعرضت مواقع تراثية وثقافية في الجنوب والنبطية والبقاع لتدمير واسع خلال الحرب الأخيرة، إذ استهدفت إسرائيل مبانٍ أثرية ومعالم تراثية بهدف "محو ذاكرة اللبنانيين التاريخية والثقافية"، وفقاً لما ظهر جلياً بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار.في مدينة النبطية، دمرت إسرائيل المقر السابق للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وهو بيت تراثي يعود إلى عام 1935. ويقول رئيس فرع المجلس كامل جابر إنّ دارة كمال ضاهر، التي كانت مقراً رسمياً للمجلس، احتضنت لعقود فعاليات ثقافية جمعت كتّاباً وفنانين من لبنان والعالم، مثل نعوم تشومسكي وصادق جلال العظم وسمير قصير، مشيراً إلى أن هذا المبنى كان رمزاً ثقافياً في المدينة.وأضاف جابر أن هذا الفعل "يهدف لتدمير جزء من ثقافتنا وذكرياتنا الجماعية"، موضحاً أن إسرائيل دمرت أيضاً بيوتاً تراثية أخرى مثل دارة آل شاهين ومنزل آل خريزات، فيما طالت عمليات القصف أحياء وشوارع بأكملها.في بعلبك، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى "المنشية" الأثري القريب من قلعة بعلبك التاريخية، وفقاً للفنان ياسر الشمالي. وكان المبنى، الذي تحول إلى متحف تراثي، يضم قطعاً أثرية وصناعات يدوية لبنانية. كما استهدفت إسرائيل ثكنة غورو ومتنزهات رأس العين، مما أثار مخاوف من استهداف القلعة التاريخية نفسها.في قرى مثل ميس الجبل، العديسة، ويارون، تعرضت مناطق بأكملها للتدمير. يقول عبد المنعم شقير، رئيس بلدية ميس الجبل: "تعرضنا لأكثر من 600 غارة جوية، استهدفت البنية التحتية الثقافية والتراثية والدينية، بما في ذلك المستشفى الحكومي الذي يخدم 25 بلدة حدودية".وفي العديسة، دُمِّر منزل الفنان التشكيلي الراحل عبد الحميد بعلبكي، الذي كان متحفاً يضم إرثاً ثقافياً كبيراً من كتب وتحف ولوحات فنية.أوضح وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد مرتضى أن إسرائيل استهدفت مواقع أثرية مثل قلعة شمع وقلعة تبنين وسوق النبطية، بالإضافة إلى مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي مثل البص والمدينة التاريخية في صور.وأشار مرتضى إلى أن الوزارة اتخذت تدابير لحماية التراث اللبناني، بالتعاون مع الجيش اللبناني ومنظمات دولية مثل اليونيسكو، مؤكداً أن هذا الاستهداف "يهدف إلى محو الهوية والذاكرة الثقافية للشعب اللبناني".
وكالات