أسرار العودة والتمويل الخارجي... رحلة تحول هيئة تحرير الشام
2024-12-01 19:25:57
شهدت سوريا في الآونة الأخيرة عودة ملحوظة للجماعات المسلحة، خاصة في شمال غرب البلاد، حيث تصاعدت النشاطات والهجمات المنسقة لهذه الجماعات، ما يعكس تغيراً في المشهد الميداني. وفي صدارة هذه التحولات تبرز هيئة تحرير الشام التي أصبحت اللاعب الرئيسي في هذه الديناميكيات الجديدة.
الخبير في شؤون الجماعات المتشددة، ماهر فرغلي، أشار إلى أن هيئة تحرير الشام نجحت في توظيف "براغماتية سياسية وعسكرية" عززت من نفوذها في المنطقة. وأوضح أن أبو محمد الجولاني، زعيم الهيئة، قاد تحولات جذرية عبر تحالفات مع الفصائل المحلية، ما مكن الهيئة من إعادة هيكلة المجلس العسكري تحت مسمى "غرفة الفتح المبين"، والتي تضم أكثر من 26 فصيلاً، أبرزها فتح الشام، لواء الحق، أنصار الدين، وجيش السنة.
تعد الهيئة من أكبر المستفيدين من عوائد النفط والضرائب والتجارة، حيث يقدر تمويلها الشهري بـ21 مليون دولار. وقد ساعد ذلك الهيئة في توفير أسلحة متطورة، بما في ذلك طائرات مسيرة، مما عزز قدرتها العسكرية وسمح لها بالتوسع في مناطق مثل حلب.
على الرغم من هذا التوسع، فإن الهيئة تواجه تحديات داخلية كبيرة، مثل "الاختراقات التجسسية" والانقسامات بين صفوفها. وقد اعتمد الجولاني نهجاً صارماً للتخلص من القادة المنافسين أو من يُشتبه في ولائهم لتنظيم القاعدة، ما أثار احتجاجات داخل المناطق التي تسيطر عليها الهيئة.
من الناحية الإقليمية، تسببت المخاوف من المصالحة بين تركيا والنظام السوري في تسريع تحركات الهيئة العسكرية. ويرى فرغلي أن الهجمات على حلب كانت خطوة استباقية تهدف إلى تعزيز مواقع الهيئة قبل أي تغييرات محتملة في التوازنات الإقليمية.
رغم التمدد العسكري، يرى فرغلي أن المواجهات لم تنته بعد، محذراً من صراعات داخلية محتملة بين الفصائل المتحالفة تحت مظلة "غرفة الفتح المبين". كما يلفت إلى أن الهيئة قد تواجه هزائم نتيجة الضغوط الإقليمية والدولية، ما يضع مستقبلها في مهب الريح.
تأسست هيئة تحرير الشام عام 2012 تحت اسم جبهة النصرة، بتمويل من تنظيم داعش، قبل أن تنفصل عنه وتعلن الولاء لتنظيم القاعدة في الفترة بين 2013 و2016. وفي 2017، انفصلت الهيئة أيديولوجياً عن القاعدة وركزت نشاطها داخل سوريا، لتصبح القوة المهيمنة في إدلب ومحيطها.
تعتبر هيئة تحرير الشام واحدة من أبرز الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا، حيث تسيطر على معظم مناطق إدلب والمناطق الشمالية المجاورة. وتعد الهيئة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية التي تصنفها الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، وكندا.
وكالات