"وحدة ميتاف"... محاولةٌ إسرائيلية لعلاج أزمات الجنود النفسية
2024-12-01 09:55:47
في ظل تصاعد التحديات الأمنية على الجبهتين الشمالية والجنوبية، أعلنت القناة السابعة الإسرائيلية عن بدء آلاف المجندين الخدمة العسكرية خلال الأسابيع المقبلة، من بينهم 1041 مهاجراً جديداً، منهم 638 رجلاً و403 نساء.
كما كشفت القناة عن إنشاء وحدة جديدة تحت اسم "ميتاف"، تهدف إلى تقديم الدعم النفسي للجنود الذين يحتاجون إلى عناية خاصة جراء الحرب المستمرة.
تأتي هذه الخطوة في سياق أزمة تجنيد غير مسبوقة تعصف بالجيش الإسرائيلي، وفقاً لما كانت قد كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت". وأشارت الصحيفة إلى عجز الجيش عن تجنيد العدد الكافي من العناصر، إذ يحتاج إلى 7 آلاف جندي إضافي لتعويض خسائره البشرية وتخفيف العبء عن قوات الاحتياط.
من بين أسباب الأزمة، امتناع اليهود الأرثوذكس (الحريديم) عن أداء الخدمة العسكرية، إضافة إلى ارتفاع حالات التهرب والتسرب من الخدمة. وتشير الإحصاءات إلى أن 33% من المستهدفين بالتجنيد لا يلتحقون بالخدمة، بينما قفزت الإعفاءات الطبية والنفسية إلى 8% مقارنة بـ4% سابقاً.
فيما يتعلق بقوات الاحتياط، التي تعد العمود الفقري للجيش، فإن الوضع لا يقل سوءاً. إذ تشير التقارير إلى أن 18 ألفاً من جنود الاحتياط القتاليين يتغيبون عن الخدمة عند استدعائهم. وقد أجبر هذا التحدي القيادة العسكرية على تقليص مدة الخدمة الاحتياطية إلى تسعة أسابيع بدلاً من 20 أسبوعاً، في محاولة لتخفيف الأعباء عن الجنود الذين يعانون من ضغوط نفسية متزايدة.
من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي إنشاء وحدة "ميتاف"، المخصصة لتقديم الدعم النفسي للجنود، استجابةً للأزمة النفسية التي تجتاح المجتمع الإسرائيلي. ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة "ذي لانسيت"، فإن الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول 2023 خلفت آثاراً نفسية عميقة لدى الإسرائيليين، بما في ذلك الجنود.
بحسب بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية، تعرض 100 ألف شخص لصدمات نفسية، في حين تضاعف عدد المكالمات إلى خطوط الطوارئ النفسية منذ بدء العمليات العسكرية. وتعد هذه التداعيات النفسية أحد أبرز العوامل التي تؤثر في استعداد الأفراد للخدمة العسكرية.
تأتي هذه التطورات في ظل ارتفاع الخسائر البشرية للجيش الإسرائيلي، حيث فقد أكثر من 367 جندياً على جبهة غزة منذ بدء الهجوم البري في 27 تشرين الأول الماضي، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 37 جندياً على الجبهة الشمالية مع لبنان.
في إطار الجهود المبذولة لتعويض النقص في القوى البشرية، يسعى الجيش إلى تجنيد الحريديم رغم العقبات القانونية والاجتماعية التي تحول دون ذلك. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية أوسع تشمل تحسين الحوافز المادية والمعنوية للجنود، وزيادة الإنفاق على القطاع النفسي.
تواجه إسرائيل تحديات عسكرية ونفسية مركبة مع استمرار العمليات القتالية. ورغم الجهود المبذولة لتدارك الأزمة، يبقى نجاح هذه المبادرات مرهوناً بتوفير حلول جذرية تعالج الأسباب البنيوية التي تقوض منظومة التجنيد والخدمة العسكرية.
وكالات