أفادت تقارير ميدانيّة، اليوم السبت أن غارة معادية من مسيّرة استهدفت بلدة رب ثلاثين وأسفرت عن وقوع شهيدين وجريحين. وفي وقتٍ سابق، أشارت هذه التقارير إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار للمرة الثانية على منطقة تبنة في البيسارية. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اليوم السبت بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي اليوم على البيسارية أدّت إلى إصابة شخص بجروح.تصعيد التهديدات الإسرائيليةإلى ذلك، زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن "الجيش الإسرائيلي شنَّ، اليوم السبت، غارة على موقع عسكري تابع لحزب الله في صيدا، حيث استهدف الموقع الذي يحتوي على منصات لإطلاق الصواريخ". كما هدّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تصريح، سكان جنوب لبنان، قائلًا: "يُمنع بتاتًا التنقّل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني، ابتداءً من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة السابعة صباحًا يوم غد"، مؤكدًا أنّه "يجب على المتواجدين جنوب نهر الليطاني البقاء في مكانهم، ويجب الالتزام بهذه التعليمات".
كما وأفادت تقارير بأن القوات الإسرائيلية انسحبت من مكان تقدمها إلى الأطراف الشرقية لبلدة عيترون بعد دخولها بالدبابات. وذكرت التقارير أن الدبابات الإسرائيلية تتوغل داخل بلدتي ديرميماس وكفركلا. يأتي ذلك بعد وقف إطلاق النار في لبنان، في حين يستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ خروقات عبر القصف أو تحليق المسيرات في الجنوب.
هذا في وقتٍ تتمادى فيه قوات جيش الاحتلال في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه منذ فجر الأربعاء الماضي، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي سيارة ببلدة مجدل زون. كما أصدرت بلدية دير سريان في الجنوب بيانًا يدعو الأهالي لإخلاء البلدة فورًا حفاظًا على سلامتهم، وذلك بعد تهديدات تلقتها عدة قرى من العدو الإسرائيلي، تأمرهم بإخلاء القرى المتاخمة للحدود فورًا.
واستخدم الجيش الإسرائيلي المدفعية في قصف بلدتي عيتا الشعب وبنت جبيل، إضافة إلى إطلاق نيران رشاشة من موقع تمركز للجيش الإسرائيلي في محيط بلدة مارون الرأس باتجاه محيط مستشفى بنت جبيل الحكومي وعلى عدد من أحياء المدينة. كما أطلقت قنابل مضيئة فوق مدينة الخيام، وسجل توغل إسرائيلي في أحياء البلدة، إضافة إلى تسجيل أكثر من خرق يوم الجمعة في عدد من البلدات الحدودية.تعزيزات الجيش اللبنانيوخلافًا لما كان مفترضًا بموجب اتفاق وقف القتال مع حزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي بقاءه في جنوب لبنان، وقال في بيان له "إن تواجده في جنوب لبنان من أجل الحفاظ على سلامة دولة إسرائيل وسكانها". وبعدما دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الأربعاء، ثارت التساؤلات بشأن موعد بدء انسحاب الجيش الإسرائيلي من مواقعه جنوبي لبنان. وكانت مصادر أمريكية توقعت أن يبدأ الانسحاب الإسرائيلي بمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وأيضًا إزالة العشرات من الأعلام الإسرائيلية التي وضعها جنود الجيش الإسرائيلي على المواقع التي استولوا عليها في الأراضي اللبنانية، وهو ما لم يحدث.
من جانبه، يواصل الجيش اللبناني تعزيزاته العسكرية لاستكمال انتشاره في المناطق الحدودية الجنوبية جنوبي الليطاني، إضافة إلى استهدافات بكل من الخيام ومركبا وكفركلا ودير ميماس وبيت ليف وصولًا إلى منطقة الزهراني شمالي الليطاني. وقد أعد الجيش اللبناني قائمة بالخروقات التي مارسها الجيش الإسرائيلي في المناطق الواقعة جنوب الليطاني، إضافة إلى التحذيرات التي يطلقها لأهالي البلدات الجنوبية ومنعهم من العودة إليها. جرى تواصل مباشر مع رئيس اللجنة الخماسية المكلفة بالإشراف على وقف إطلاق النار ومنع انتهاك الاتفاق.
وفي مواجهة هذه الانتهاكات لاتفاق التهدئة، أجرى لبنان العديد من الاتصالات الدبلوماسية مع أمريكا وفرنسا لوقف الانتهاكات، بالتوازي مع التحضيرات العملية لاستكمال إجراءات تنفيذ الاتفاق واستكمال نشر الجيش في الجنوب. وكان الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين حاضرًا على خط الاتصالات التي جرت وأكد متابعته الحثيثة لهذه الخروقات مع الجهات المعنية وللتحركات الميدانية غير المبررة، بالشكل الذي يحول دون تكرارها. وشدد على ضرورة التزام كل الأطراف بالاتفاق، وإدراك الحاجة الأكيدة للجميع إلى ترسيخ الهدوء والاستقرار على جانبي الحدود وتنفيذ كل الإجراءات المطلوب القيام بها خلال فترة الـ 60 يومًا. هذا ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء جلسة الأسبوع المقبل لاستكمال البحث في الملف الأمني وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب.