"الملياردير "الضعيف" الذي لن يسمح له حزب الله بقيادة لبنان!"
2024-11-30 13:25:40
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريراً تناول شخصية نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء وأغنى رجل في لبنان، الذي وجد نفسه يقود حكومة في خضم حرب مع إسرائيل. ميقاتي، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ عام 2021 وفقاً للعرف الطائفي الذي يخصص هذا المنصب للطائفة السنية، وُصف بأنه شخصية ذات أهمية بحكم منصبه، لكنه يُنظر إليه أيضاً كزعيم بلا قوة كافية لتغيير الوضع أو فرض إرادته على تنظيم مثل حزب الله، الذي يتقاسم معه تاريخاً طويلاً من التواجد في نفس الخندق السياسي.وُلد ميقاتي عام 1955 في طرابلس، وبدأ مسيرته في عالم الأعمال قبل دخوله المعترك السياسي. في أوائل الثمانينيات، أسس مع شقيقه طه شركة "إنفستكوم"، التي أصبحت رائدة في مجال الاتصالات في الشرق الأوسط وأفريقيا، قبل أن تُباع بمليارات الدولارات. كما أسس لاحقاً شركات في مجالي العقارات والأزياء، مما جعله أغنى شخص في لبنان بثروة تُقدر بـ2.8 مليار دولار، وفقاً لمجلة "فوربس".رغم نجاحاته في مجال الأعمال، فإن علاقته بالسياسة اللبنانية جاءت محاطة باتهامات الفساد والتربح غير المشروع. ففي عام 2019، وُجهت إليه تهم بالإثراء غير المشروع عبر قروض سكنية، لكن المحكمة رفضت التهم في 2022 لعدم وجود أدلة كافية. يُعتبر ميقاتي شخصية بارزة لقدرته على التكيف مع مختلف الأطراف السياسية، حيث استفاد من علاقاته الوثيقة مع سوريا، كما حصل على دعم حزب الله في مراحل مختلفة من حياته السياسية.رغم خلفيته الاقتصادية وتعليمه الغربي، واجه ميقاتي صعوبات كبيرة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان. منذ توليه منصبه، كانت البلاد غارقة في أزمة اقتصادية خانقة، مع انهيار العملة الوطنية، وارتفاع معدلات التضخم، وزيادة معدلات الفقر إلى 78% وفقاً للأمم المتحدة. دعا ميقاتي إلى تضامن عربي ودولي لإنقاذ لبنان، لكنه واجه عراقيل كبيرة، أبرزها وجود حزب الله كلاعب رئيسي في السياسة اللبنانية.وفقاً للخبراء الذين تحدثت إليهم "يديعوت أحرونوت"، فإن ميقاتي يُعتبر "حلاً مؤقتاً" لنظام سياسي يواجه انهياراً شاملاً. رغم محاولاته تقديم نفسه كرئيس وزراء "محايد"، فإن محدودية قدرته على فرض قرارات حاسمة أو مواجهة حزب الله تجعله في موقف صعب. ورغم الانتقادات الموجهة له بسبب قربه من حزب الله في السابق، فإن ميقاتي حاول الحفاظ على مسافة من إيران، حيث وصف تصريحات رئيس البرلمان الإيراني حول لبنان بأنها "تدخل غير مقبول".مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مؤخراً، شدد ميقاتي على ضرورة تطبيق القرار الأممي 1701، مؤكداً على سيادة الجيش اللبناني في جنوب البلاد. لكنه أقر بأن التحديات الكبيرة ما زالت قائمة، في ظل استمرار حزب الله كعقبة رئيسية أمام إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي للبنان.في ختام تقرير "يديعوت أحرونوت"، أشارت الصحيفة إلى أن ميقاتي، رغم طموحه لتقديم نفسه كزعيم جامع، لا يُتوقع أن يُحدث تغييراً جذرياً في المشهد السياسي اللبناني. علاقته الطويلة مع الأطراف المختلفة، بما في ذلك حزب الله، تضعه في موقف معقد، حيث يسعى للحفاظ على توازن هش بين مختلف القوى في البلاد، دون القدرة على اتخاذ خطوات حاسمة لتغيير الواقع.
وكالات