لا يوحي ما يحصل في بعض المناطق الجنوبية بأنّ اعلان وقف اطلاق النار دخل حيز التنفيذ، إذ لا تزال إسرائيل تمعن في استهدافها بعض القرى والبلدات الحدودية بالقصف المدفعي وترهيب السكان عبر بيانات تحذيرية بوجوب الامتناع عن الاقتراب من قراهم وبلداتهم. وسُجل مساء اليوم الجمعة، خروقات إسرائيلية عدة، بعدما قصفت دبابة ميركافا إسرائيلية منزلاً في خراج برج الملوك محلة تل نحاس، نجا صاحبه بأعجوبة بعدما كان موجوداً في منزله لتفقده.
وقامت قوات الجيش الإسرائيلي بقصف طلوسة ومركبا وبني حيان، وسط تقدم جنود الجيش الإسرائيلي في البلدة قرب مشروع المياه، وهي تجرف بيوتا وأراضٍ في البلدة. وأُفيد أنّ بلدات حولا والعديسة والطيبة تعرضت لقصف مدفعي، وما زالت المسيرات الإسرائيلية تحلق فوق منطقة مرجعيون، منذ الصباح، مترافقة مع رشقات رشاشة في الخيام وكفركلا.منصة للحزبوزعم الجيش الإسرائيلي إنه رصد "تحركاً لمنصة صاروخية متنقلة تابعة لحزب الله بجنوب لبنان واستهدفها جوياً". تأتي هذه التطورات والخروقات الإسرائيلية تزامناً مع زيارة قام بها رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبير جيفرز لقائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث في الأوضاع العامة وآلية التنسيق بين الجهات المعنية في الجنوب.موقف الحزبوتعليقاً على الخروقات الإسرائيلية، قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" علي فياض إنّ "العدو ارتكب بالامس خروقات خطيرة ويحاول فرض تفسيره الخاص لمسار الإجراءات التطبيقية للقرار 1701". تصريح فياض جاء بعد جولة قام بها على قرى النبطية ومرجعيون، وسجل إثرها عدداً من الملاحظات، معتبراً أنّ إسرائيل "تفرض تفسيرات خاصة لتنفيذ الـ1701 خارج روحية ورقة الاتفاق وسياقات نصوصها".
فياض قال: "نحن واثقون أنّ الجيش اللبناني، لن يسمح بذلك بشتى السبل، ولن يسمح بأية ممارسات أو تكريس أية قواعد تمسُّ بالسيادة اللبنانية"، مشيراً إلى أنّ الجيش "مدعوماً من الشعب والمقاومة سيرسم خطاً أحمر، امام أي إستهداف لأمن القرى والبلدات والمدن الجنوبية".
وإعتبر فياض أنّ الحكومة اللبنانية "هي المسؤولة المباشرة عن إدارة الموقف الرسمي اللبناني سياسياً وميدانياً وإجرائياً"، مشيراً إلى أنّ "لبنان غير معني على الإطلاق بأية تفاهمات جانبية حصلت بين الإسرائيليين والأميركيين، وهي لا تمتلك من وجهة الموقف اللبناني، أية قيمة قانونية أو مرجعية". فياض أشار إلى أنّ "إستناد الإسرائيلي في ممارسته العدوانية أو إستمراره في الأعمال العدائية، إنما يشكل تقويضاً للآلية التطبيقية للقرار 1701، ونسفاً لمصداقية هذه الآليّة وقيمتها المرجعية المفترضة في وقف الأعمال العدائية، وقبل كل ذلك يضع أميركا من الناحية الفعلية في موقع الشريك في مسؤولية كل ما يجري من إستهدافات أو تقويض للآلية".
مرحلة انتقاليةتوازياً، وتعليقاً على الحوادث الأمنية والخروقات الإسرائيلية في الجنوب، قالت جينين هينيس بلاسخارت، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون لبنان، إن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في جنوب لبنان وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في هذه المناطق، لا يمكن أن يتم "بين ليلة وضحاها". المسؤولة الأممية أشارت إلى أنّه من الضروري "التحلي بالحذر في هذه المرحلة الانتقالية الهشّة، خصوصاً مع رغبة الناس في العودة إلى ديارهم".من جهته أشار وزير الأمن الإسرائيلي السابق ورئيس حزب "يسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان إلى أنّ خلاصة "اتفاق الخضوع لحزب الله، تمثل في عدم عودة السكان إلى الشمال، في مقابل عودة "المخربين" إلى جنوب لبنان"، قائلاً "يستحق مواطنو اسرائيل قيادة أخرى".