رغم عدم معرفة وضع الكليات في الفرع الأول (مجمع الحدث) وكليات الفرع الخامس في صيدا والرابع في البقاع، بعد وقف إطلاق النار، قرر رئيس الجامعة بسام بدران بعد اجتماع مع عمداء الكليات العودة إلى التعليم الحضوري. كان من المفترض أن يتخذ قراراً بمواصلة التعليم من بعد حتى نهاية العام الحالي، لإعادة تقييم وضع الكليات والأساتذة وعدم إقدام فرع على التعليم الحضوري من دون سواه، لكن تغيرت الوجهة بعد هذا الاجتماع. فقد قرر مجلس العمداء بدء التعليم الحضوري يوم الإثنين المقبل في الفرع الثالث في الشمال وفي الفرع الثاني في الفنار، ومعاودة التعليم الحضوري يوم الإثنين في 9 كانون الأول في الفروع القادرة على ذلك. وقد طلب بدران من مديري الفروع تقييم الأضرار، كما قالت مصادر مطلعة لـ"المدن".الأساتذة ما زالوا نازحينكان يفترض أن تكون المرحلة الحالية في الجامعة اللبنانية هي لإعادة تقييم وضع الكليات في البقاع وبيروت والجنوب، وعدم العودة للتعليم الحضوري قبل نهاية الفصل الأول. حتى في الفروع التي كانت تعتبر في مناطق آمنة مثل الفرعين الأول (الفنار) والثالث (الشمال) لا عودة للتعليم الحضوري كنوع من التضامن مع باقي الفروع، وتكريس مبدأ المساواة بين أبناء الجامعة، لكن القرار الذي اتخذ اليوم، والذي لم يعلن عنه، أتى مخالفاً تماماً. وخاب ظن الأساتذة برئيس جامعتهم مرة جديدة، لأنهم باتوا مدعوين للتعليم الحضوري، في وقت ما زال العديد منهم في عداد النازحين، نظراً لتعرض منازلهم إما للدمار أو لأضرار بالغة. هذا فضلاً عن تضرر أو دمار منازل أهالي الطلاب في مناطق الجنوب والبقاع.العديد من أساتذة الجامعة كانوا قد نزحوا إما لدى أقاربهم أو استأجروا منازل في صيدا أو بيروت أو البقاع. وقد وجد العديد من هؤلاء بيوتهم إما متضررة وغير صالحة للسكن أو مدمرة بعد وقف إطلاق النار. ولم تسأل الجامعة عنهم بعد ولم تجر أي إحصاء لهم.عاد هؤلاء الأساتذة إلى الأماكن التي نزحوا إليها لأن منازلهم غير صالحة للسكن. الأستاذ فريد عثمان شرح لـ"المدن" أن منزله في منطقة الخضر في بعلبك تعرض لأضرار كبيرة مثله مثل منزله الثاني في صحراء شويفات. وما زال نازحاً لأن إعادة إصلاح أي منزل يحتاج إلى مدة لا تقل عن الشهر.بدورها تشرح الأساتذة نور عبيد أنها نزحت من قرية الأنصار في البقاع إلى مبنى ملحق بمستشفى الريان في الشراونة، وعندما عادت لتفقد منزلها وجدته شبه محطم بسبب غارة إسرائيلية استهدفت أحد المباني الملاصق لبيتها. فتضرر الحي كله بسبب عنف هذه الغارة مثل منزلها ومنزل أختها، التي تعلّم في الجامعة أيضاً، في الطابق الثاني. لذا عادت عبيد إلى الشراونة لأن منزلها بحاجة لأشهر عدة كي يصبح صالحاً للسكن. وحالها كحال العديد من زملائها النازحين الذين لن يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم قبل أشهر أو سنوات.مباني الجامعة خالية من النازحينبعد توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان في نهاية شهر أيلول المنصرم نزح آلاف المواطنين إلى مباني الجامعة اللبنانية مثلما حصل في كليتي الآداب والحقوق في الفرع الخامس (صيدا)، التي كانت تأوي أكثر من ألف نازح. وحصل نزوح مماثل في كلية الإعلام الفرع الأول (بيروت) التي كانت تأوي أكثر من ألف نازح أيضاً، ومثلها كلية الآداب (الفرع الرابع) في زحلة. ووصل عدد الكليات التي أوت نازحين إلى 18 كلية احتضنت الاف النازحين. بعد وقف إطلاق النار باتت هذه الكليات فارغة تماماً من النازحين (يوجد بعض العائلات التي تعود تدريجياً)، لكن إخلاء النازحين لمباني الجامعة اللبنانية لا يعني أنها باتت جاهزة للعودة إلى التعليم الحضوري. فهناك استحالة للعودة حتى للتعليم من بعد في مناطق الجنوب والبقاع والضاحية، نظراً عدم توفر الكهرباء والماء وشبكة الاتصالات. وكان يفترض تأجيل العودة للتعليم الحضوري إلى حين تقييم وضع مباني الجامعة وأساتذتها وطلابها، واستكمال التعليم المدمج حتى نهاية الفصل الأول. ويكون هذا الشهر الفاصل المتبقي من العام الحالي بمثابة مهلة لمعرفة كيفية اتجاه الأمور في لبنان كي يتمكن الأساتذة والطلاب والنازحون من إعادة إصلاح الأضرار في منازلهم، أو تأمين السكن المؤقت، كما علق أساتذة على قرار مجلس العمداء.