في تطور مفاجئ، اشتعلت المعارك في سوريا مجددًا في غضون يومين، حيث شنّت فصائل مسلحة هجومًا على القوات الحكومية شمال غربي البلاد، مما أدى إلى مرحلة جديدة وتحول جذري في الصراع المستمر منذ 13 عامًا.
ووفقًا لوكالات الأنباء، تمكنت فصائل مسلحة، على رأسها هيئة تحرير الشام، من دخول مدينة حلب بعد قتال عنيف استمر لأكثر من 48 ساعة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى من الجانبين، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
ما يميز هذه الجولة من المعارك هو استخدام الفصائل لتقنيات جديدة ساهمت في تحقيق تقدم سريع و"حاسم" نحو مدينة حلب. فقد أكدت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الفصائل المسلحة استخدمت طائرات مسيّرة متطورة خلال الهجوم، في ظل تلقيها تدريبات مكثفة من قبل مدربين أجانب قبل بدء المعركة.
المسيرات الجديدة التي دخلت المعركة اليوم هي تصنيع محلي تحمل 200 كغ من المتفجرات يتم توجيهها عن بعد كصارخ مجنح يضرب مواقع الأسد والميليشيات الإيرانية
كل قواعد اللعبة تغيرت#ردع_العدوان #إدارة_العمليات_العسكرية pic.twitter.com/L91GweWrLD
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99)
November 27, 2024 وفي هذا السياق، قال مراسل "سكاي نيوز"، اليوم الجمعة، إن التنظيمات المسلحة استخدمت أسلحة متقدمة، بما في ذلك المسيّرات، في ضرب مواقع الجيش السوري.
وفي اليوم التالي لبدء التصعيد، صرح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، بأن المعركة كانت مُعدة مسبقًا من قبل هيئة تحرير الشام بدعم من جهة خارجية.
وأوضح عبد الرحمن، أن "ضباطًا من أوروبا الشرقية" قاموا بتدريب عناصر الهيئة على استخدام الطائرات المسيّرة، وهو ما أكدته مصادر ميدانية أخرى.
ووفقًا للمصادر الميدانية، فإن الطائرات المسيّرة التي دخلت المعركة "صُنعت محليًا"، ويُقدّر أن الواحدة منها تحمل 200 كيلوغرام من المتفجرات.
كما تشير التقارير إلى أن هذه الطائرات قد تم تطويرها باستخدام تقنيات خارجية، وتم تزويدها بأنظمة تصوير حراري وأجهزة استشعار متقدمة، مما ساهم في زيادة دقتها أثناء الهجمات.
وقد أظهرت صور منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي مسلحي هيئة تحرير الشام وهم يتدربون على إطلاق الطائرات المسيّرة واستخدامها لاستهداف أهداف استراتيجية.
وفيما يتعلق بتكتيك الهجوم، استهدفت المسيّرات الجديدة مواقع عسكرية حيوية للجيش السوري، مثل خطوط الإمداد، التحصينات العسكرية، والمركبات بأنواعها، ما أربك القوات السورية.
وعلى إثر الهجمات الدقيقة، استعانت القوات السورية بتعزيزات عسكرية وصلت إلى مدينة حلب يوم الجمعة، وفقًا لما أكده مصدر أمني سوري لـ"فرانس برس".