اتفاق لبنان "يخفف" الضغط الإسرائيلي و"يعقد" مأساة غزة
2024-11-29 13:55:56
يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحقيق أكبر استفادة من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، الذي لعب دورًا رئيسيًا في التوصل إليه.وقال بايدن في تصريح أدلى به من حديقة الورود في البيت الأبيض: "إن الاتفاق يذكرنا بأن السلام ممكن".ورغم ذلك، فإن هذه التهنئة التي وجهها بايدن لنفسه تأتي في لحظة حرجة، حيث يبدو الأمر متناقضًا مع الوضع الصعب للشعب المحاصر في غزة.وكتب مراسل صحيفة "غارديان" في إسرائيل، سيمون تيسدال، أن الهدنة، التي دخلت يومها الثاني رغم بعض الانتهاكات، جنبّت لبنان المزيد من الموت والدمار مؤقتًا. وأشار إلى أن كثيرين يحتفلون بوقف القتال ويعودون إلى منازلهم في الجنوب، رغم التحذيرات الإسرائيلية. ومع ذلك، يظل اعتقاد بايدن بأن الاتفاق سيؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتهدئة إيران وحلفائها، ويفتح الطريق أمام تسوية إقليمية أوسع نطاقاً، بعيدًا عن الواقع.وبحسب التقرير، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتحول فجأة إلى صانع سلام. فبعد غزو بري واسع النطاق للبنان الشهر الماضي، سبقه قصف جوي مكثف وهجمات مدمرة على بيروت، قدم نتنياهو عملية "سهام الشمال" كنجاح كبير، على عكس حرب 2006. ورغم ذلك، تأثرت القوة العسكرية لحزب الله بشكل ملحوظ.وفي غزة، لا تزال أهداف نتنياهو السياسية والشخصية تُعقّد فرص الوصول إلى وقف إطلاق النار. فالحرب تخدم طموحاته السياسية وتمنع تحقيقات رسمية في الإخفاقات الأمنية المتعلقة بهجوم 7 تشرين الأول 2023، كما تعرقل الإجراءات القضائية ضده في قضايا الفساد.ويرى التقرير أن نتنياهو، الذي يعول على حليفه الأيديولوجي دونالد ترامب بعد تنصيبه رئيسًا في 20 كانون الثاني المقبل، لا يملك دافعًا لإنهاء معاناة غزة قبل ذلك الموعد.وعلى الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يخفف الضغط على الجيش الإسرائيلي ويسمح له بإعادة التسليح، إلا أنه قد يمهّد الطريق لزيادة العمليات في غزة، مع تزايد دعوات اليمين الإسرائيلي المتطرف للتهجير القسري والضم الفعلي لمناطق شمال الأراضي الفلسطينية.وأشار التقرير إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يترك مجالًا لاستئناف الحرب. فالقوات الإسرائيلية أمامها 60 يومًا للانسحاب، مع احتمال تمديد المهلة. وإذا اعتبرت إسرائيل أن حزب الله لم ينسحب إلى خلف حدود نهر الليطاني، أو بدأ في إعادة تسليح نفسه، فقد يتم استئناف الحرب مرة أخرى.أما على صعيد غزة، فقد تم تجاهل قضية الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفوا في 7 تشرين الأول. ورغم أن إضعاف حزب الله قد يؤثر على حماس، إلا أن الأخيرة لا تزال تحتفظ بأوراق ضغط قوية، وترفض التخلي عن مطلبها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل.وفي حديقة الورود، عبّر بايدن عن دعمه لحقوق الفلسطينيين، قائلاً: "لقد عاش شعب غزة الجحيم". ومع ذلك، فإن هذا التصريح يتناقض مع موقفه الذي رفض فيه إدانة أعمال نتنياهو غير القانونية أو فرض عقوبات مؤثرة عليه. وبالرغم من تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 44 ألفاً، غالبيتهم من المدنيين، لم يتخذ بايدن أي خطوة لإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أو الحد من التجاوزات.
وكالات