قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن أكثر من 140 عنصراً من قوات النظام السوري، ومقاتلاً من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، قُتلوا في الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في شمال غرب البلاد.
يأتي ذلك في وقت فتحت الفصائل المعارضة ليل الأربعاء، جبهة جديدة ضد قوات النظام في سراقب، بريف إدلب الشرقي، في إطار معركة "ردع العدوان"، بينما واصلت التقدم على الجبهة الأساسية وقضم قرى جديدة، في ريف حلب الغربي.
وبرزت خلال المعركة مؤشرات عن انكفاء روسي في وقف تقدم الفصائل، بينما جاء الموقف التركي مباركاً للعملية.
التقدم نحو سراقب
وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن الفصائل المعارضة فتحت جبهة مدينة سراقب، وتقدمت بالفعل للسيطرة على قرى محيطة بها، قبل أن تتقدم وتسيطر على أحد الأحياء الغربية في المدينة، وسط اشتباكات عنيفة تدور بين الجانبين.
وتُعتبر سراقب إحدى المناطق الحيوية والاستراتيجية، والسيطرة عليها يعني قطع الطريق "إم-5"، وبالتالي قطع الطريق في وجه تعزيزات النظام ومنعها من الوصول إلى جبهات ريف حلب الغربي المستعلة.
في غضون ذلك، تواصل الفصائل التقدم على جبهة ريف حلب الغربي، إذ أعلنت "إدارة العمليات العسكرية"، غرفة عمليات معركة "ردع العدوان"، السيطرة على قرى كفرناها وكفرجوم وأرناز والشيخ علي وريف المهندسين، ليرتفع بذلك عدد المواقع التي تم السيطرة عليها منذ فتح المعركة، إلى أكثر من 20 موقعاً.
كذلك، أعلنت "الإدارة العسكرية" قصف إدارة الشرطة، في منطقة خان العسل، وتدمير راجمة صواريخ، وكذلك أعلنت تدمير طائرة مروحية في مطار النيرب، وذلك باستخدام مسيّرات انتحارية متطورة، أطلقت عليها اسم "شاهين".
وبلغت مساحة المناطق التي تم السيطرة حتى الآن في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، نحو 250 كيلومتراً مربعاً، بينما اقتربت الفصائل إلى ما يقارب الـ5 كيلومترات من مدينة حلب. يُشار إلى السيطرة على بلدة كفرناها، يعني سقوط الطرق المؤدية إلى خان العسل، البوابة لحلب المدينة، نارياً.
انكفاء الروسي
ولم تشارك الطائرات الروسية فعلياً في قصف الفصائل المتقدمة، واقتصرت غاراتها منذ بدء معركة "رد العدوان"، على شنّ ضربات متفرقة، وغير كثيفة، ولا تماثل تلك الضربات الجوية التي نفّذتها خلال المعركة التي أسفرت عن سيطرة قوات النظام على هذه المناطق، في 2019. وحينها، كانت تنفّذ الطائرات الروسية عشرات الضربات، خلال دقائق فقط.
في مقابل ذلك، تواجه طائرات النظام عجزاً في وقف تقدم الفصائل المعارضة. وبرز خلال المعركة، مشاركة طائرات مروحية في صد الهجوم، عبر إلقاء براميل متفجرة، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2019.
مباركة تركية
في غضون ذلك، برز ما يشبه مباركة تركية لعملية الفصائل المعارضة، إذ نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية تركية قولها إن العملية باتجاه حلب، تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب، والتي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في 2019.
ووصفت المصادر العملية بـ"المحدودة"، ولفتت إلى أنها توسّعت بعد أن غادرت قوات النظام السوري مواقعها. واعتبرت أن العملية جاءت رداً على هجمات النظام على المنطقة.