اليوم الأول للعودة وهامش المخاطرة!
2024-11-28 07:25:43
""عودة أهالي الجنوب الذين نزحوا في أيلول الماضي لم تكن سهلة، وإن كانت انطلقت فجر أمس وبعد دقائق معدودة على سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وسط محاذير وهوامش خطر وإن كانت ضئيلة نتيجة بعض الإحتكاكات مع القوات الإسرائيلية التي ما زالت تحتل بعض النقاط الحدودية، حيث اعتقلت مواطنين وأطلقت النار باتجاه مواطنين آخرين. ويناقش الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد خالد حماده، الواقع الميداني في الجنوب في اليوم الأول لتطبيق اتفاق وقف النار، وما استجد خلال عودة الأهالي النازحين إلى القرى الحدودية، في ضوء الإرباك الحاصل نتيجة التضارب في التحذيرات الرسمية المترافقة مع الدعوات للعودة السريعة فيما دعا الجيش اللبناني المواطنين للتريث وعدم التسرع خصوصاً بعدما منع الجيش الإسرائيلي المواطنين من الوصول إلى الإقتراب في بعض القرى المتاخمة للحدود.وفي حديثٍ ل""، يلاحظ العميد حماده أنه كان من الضروري اتخاذ إجراءات مسبقة ومحترفة، ووضع خطة تؤمن جدولة مراحل العودة من جهة وعملية انتشار الجيش من جهة أخرى، والتنسيق بين الحدثين وذلك من قبل قوات الطوارىء الدولية، وذلك على مستوى تحديد النقاط التي لا يمكن للأهالي العائدين تجاوزها، من أجل عدم تعريض المواطنين للخطر كما حصل بالأمس من عمليات إطلاق نار أو اعتقالات.لكن العميد حماده لم ير في هذا الوضع المستجد ميدانياً في الجنوب أي تأثير قد يعرقل اتفاق وقف النار، مشدداً على وجوب مبادرة قيادة اليونيفيل، لاتخاذ إجراءات تنسيقية بحيث لا تتم عودة الأهالي بهذه الطريقة المندفعة نحو مناطقهم، خصوصاً وأن الرئيس نبيه بري دعاهم للعودة فيما طالبهم الرئيس نجيب ميقاتي بالتريث.وعن طبيعة الإجراءات التي كان يجب اعتمادها يتحدث العميد حماده، عن اجتماع مسبق مع قوات الطوارىء الدولية وتقييم الوضع الميداني بشكل دقيق، كما أنه كان بإمكان وحدات الجيش النتشرة جنوب الليطاني أن تشارك أيضاً في تقديم المشورة والتوصل إلى تحديد قيود لحركة العائدين في بعض المناطق والنقاط الحدودية، وبالتالي تحديد الحدود الواجب عدم تخطيها وإعلان مسالك الجيش ومسالك المواطنين من أجل عدم إعاقة حركة الجيش.كذلك، يلفت حماده إلى أنه كان على مجلس الوزراء أن يعلن المناطق العسكرية الممنوع تجاوزها وترقب توجيهات الجيش اللبناني وتنفيذ خطة عودة تدريجية بعد خطة انتشار الجيش، مع العلم أن الجيش منتشر في منطقة جنوب الليطاني منذ العام 2006 ويُدرك طبيعة الواقع الميداني فيها، وخصوصية قطاعات الجنوب الثلاث، خصوصاً وأن هناك نحو 4 ألاف جندي وكان بالإمكان القيام بعملية استطلاع سريعة ومسبقة والتنسيق مع المسؤولين المحليين في كل بلدة وتقدير الوضع قبل بدء العودة، من أجل تخفيف هامش المخاطرة على المواطنين في ظل ممارسات العدو الإسرائيلي بالامس حيث استهدف صحافيين ومواطنين في بلدة الخيام.
وكالات