2024- 11 - 27   |   بحث في الموقع  
logo الخازن هنأ ميقاتي وبري على الجهود الجبارة لوقف إطلاق النار logo الاتحاد الأوروبي يدرج ثلاثة وزراء سوريين على لوائح العقوبات logo صباح عودة الضاحية إلى أهلها: لتبدأ الحياة مُجددًا logo حولا في مهب النكبة: "عدنا 25 عاماً إلى الوراء" logo ترحيب عربي ودولي باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان logo عودة معبر المصنع للعمل.. وخروج 3 معابر عن الخدمة logo فرحة وغصة: آلاف اللبنانيين يعودون لمنازلهم logo حلب: تحرير الشام تبدأ معركة تغيير خرائط السيطرة
رحلة العودة انطلقت فجراً: القرى الأمامية تحتضن أبناءها
2024-11-27 12:26:00

لم ينتظر معظم أبناء الجنوب طلوع الفجر، ولا ساعة حلول موعد وقف اطلاق النار للعودة الى قراهم، بل جهزوا أنفسهم للانطلاق من حيث أتوا، هو يوم استثنائي، لا يعيشه إلا هؤلاء الذين أرغموا على ترك منازلهم، خصوصاً أبناء القرى والبلدات الأمامية.
14 شهراً أو ما يزيد على ذلك ترك أحمد سرحان بلدته كفركلا ، تهدّم منزله، فقد عدداً كبيراً من أقاربه، لكنه في تمام الساعة السادسة صباحاً عاد اليها، بطريقته الخاصة كما يقول: " انطلقت مع رفاقي من عكار الى صيدا، ظهر يوم أمس، وقبل موعد وقف اطلاق النار وصلنا الى منطقة الزهراني، لنصل الى مدخل البلدة حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحاً"، مشاهد الدمار المخيفة في القرى الأمامية لم تكن مانعاً للعودة، حتى أن أحمد ورفاقه سمعوا أصوات اطلاق النار على من عبروا أمامهم بدراجاتهم النارية، ما جعلهم يعودون الى النبطية، لأنه "على مداخل البلدة حرس غير مرئيين" يقول أحمد، " لقد صرخ أحدهم من بعيد قائلاً، لا تقتربوا، لا تلمسوا، لا تلتقطوا الصور"، لافتاً الى أن المشهد المرعب للدمار كان متوقعاً، لكن ما هو غير متوقع هو القدرة على الوصول في هذه السرعة، عبر طريق وادي الحجير كون طريق نهر الخردلة مقطوعة ويعمل الجيش اللبناني على فتحها.أعمال رفع الانقاضأبناء حولا، وصل معظمهم صباحاً أيضاً، الى القرى القريبة، لأن الدخول الى حولا صعب جداً بسبب الحفر الكبيرة في أسفل وادي السلوقي، الذي يصل البلدة ببلدتي شقرا ومجدل سلم، لكن رغم ذلك دخل عدد من شبان البلدة عبر الدراجات النارية، وبدأوا العمل على فتح الطرقات، رغم محاولة الجيش اللبناني منعهم من الدخول.
ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأت الجرافات تعمل على فتح الطرقات في معظم القرى والبلدات الجنوبية، حتى أنه في بلدة الجميمجة ( مرجعيون) شوهدت جرافة تعمل على رفع الركام في تمام الساعة الرابعة صباحاً، أي منذ لحظة بدء وقف اطلاق النار، ما يعني أن أبناء القرى جهزوا أنفسهم لفتح الطرقات ومساعدة العائدين قبل ساعات من وقف اطلاق النار، كذلك الحال في بلدة شقرا ( بنت جبيل)، كانت الجرافات تعمل منذ الصباح، " لقد وصل عدد كبير من شبان البلدة قبل وقت وقف اطلاق النار، لتبدأ أعمال رفع الانقاض عن الطرقات وانتشال ما تبقى من جثامين الشهداء".تدمير أحياء بأكملهايقول صادق قطيش، الذي صمد في حولا سنة كاملة، قبل أن يغادرها، إن " الدخول الى البلدة يحتاج الى السير على الأقدام لمسافات طويلة، بسبب تدمير أحياء بأكملها، لكن رغم ذلك دخلنا بالعشرات، ونعمل على فتح الطرقات، أما السكن اليوم فهو صعب جداً، لعدم وجود مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومحلات تجارية، لذلك سيسكن الأهالي في القرى القريبة والتي يمكن تأمين المواد الأولية اليها".
في حولا تم تدمير 240 مبنى سكنياً تدميراً كاملاً، من أصل 1400 مبنى، أي ما يعادل 17%، ما يعني بحسب قطيش أن " أبناء حولا يستطيعون السكن في البلدة خلال الأيام القادمة، ولن يضطروا الى السكن في بلدات او مناطق أخرى، بخلاف بلدات العديسة وكفركلا وعيتا الشعب وبليدا"، وتقول أمل الطويل ( كفركلا) " لن نتمكن من السكن في البلدة، لكننا عدنا الى قرى وبلدات النبطية، ويمكن لنا أن نستأجر المنازل في القرى القريبة، لمتابعة عملية اعادة بناء منازلنا".
في شقرا ( بنت جبيل) وصل عدد شهداء حزب الله الى 73 شهيدا، اضافة الى 25 شهيداً مدنياً، بقي عدد من الشهداء في العراء أو تحت الركام، وتم يوم أمس انتشال 6 شهداْ، ويعمل الأهالي ومن معهم من فرق الإسعاف على البحث عن المفقودين. لم تحبس مريم ( 25 سنة) دموعها، كغيرها من العائدين، بكت كثيراً، لا تعرف أهو بكاء الحزن أم بكاء الفرح، فتقول " لم نتأثر بمشهد الدمار، لكن الحزن كبير جداً على من رحل من خيرة شبابنا، أما الفرح فهو بسبب الاحساس بالقوة والكرامة، صدقوني أن ألم النزوح كان صعباً جداً، لذلك فان شعور الفرح بالعودة لا يمكن وصفه، رغم أن معظم المنازل غير المهدمة ليست مؤهلة للسكن بسبب انكسار الزجاج ووجود الحشرات والجرذان ومخلفات الحيوانات الشاردة. عدد كبير من الأهالي يحتاجون الى وقت للسكن في منازلهم لذلك يجب على الدولة الإسراع في اصلاح الكهرباء وتأمين الأدوية اللازمة لمكافحة الحشرات والجرذان".
ساعة بعد ساعة يزيد عدد العائدين، تمتليء القرى بسكانها بسرعة كبيرة، الأهالي بدأو ينظفون المنازل غير المهدّمة، وعدد من التجار بدأوا يجهزون محالهم غير المهدمة، لتنطلق الحياة مجدداً ومعركة جديدة، اسمها " معركة اعادة الاعمار".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top