"ما وراء الخطوة الإسرائيلية"... تحليل: أسباب إعلان وقف النار في لبنان
2024-11-27 11:55:45
التقت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بالباحث ديفيد خلفا، المدير المشارك لمرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط، الذي فسر هذا إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وقف إطلاق النار في لبنان، من خلال عدة أبعاد عسكرية ودبلوماسية.في حديثه، أشار ديفيد خلفا إلى أربعة أسباب رئيسية تفسر قرار إسرائيل بوقف القتال:الهدف الأول من القرار هو إضعاف حزب الله ومنع ربط الجبهة الشمالية مع الجبهة الجنوبية. بعد اشتباكات مكثفة خلال الأشهر الماضية، خفف حزب الله من استراتيجية الاتصال بين الجبهتين، ما سمح لإسرائيل بتفكيك الجبهتين بعيدًا عن بعضها البعض.أضاف خلفا أن الجنود الإسرائيليين المتواجدين على الجبهة الشمالية هم أنفسهم الذين كانوا يقاتلون في الجنوب، ما تسبب في إجهادهم الكبير بعد حوالي عام من المعارك المستمرة، حيث تحتاج إسرائيل إلى منح قواتها فترة راحة بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي، إذ قتل حوالي ألف جندي في الاشتباكات.وكانت الأهداف العسكرية في الشمال أقل تعقيدًا بكثير من الأهداف في الجنوب، حيث كان الهدف في الجنوب هو القضاء على حركة حماس، بينما في الشمال كانت إسرائيل تسعى إلى تحييد تهديد حزب الله، وهو ما تم تحقيقه جزئيًا بعد تدمير شبكة الأنفاق ومخازن الأسلحة الخاصة به.والعامل الدبلوماسي في القرار الإسرائيلي يرتبط بالانتخابات الأميركية المقبلة، حيث أشار خلفا إلى خوف إسرائيل من موقف مشابه للقرار 2334 الذي أصدرته إدارة أوباما في الأمم المتحدة ضد الاستيطان في الضفة الغربية. إسرائيل تخشى أن تعيد إدارة بايدن المنتهية ولايتها تبني مواقف مشابهة بشأن لبنان وغزة، مما قد يفرض ضغوطًا دبلوماسية على إسرائيل.فيما يتعلق بإمكانية تأثير مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، أشار خلفا إلى أن "هناك رابطًا غير مباشر، حيث يعكف الإسرائيليون على تقديم "يد بيضاء" لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي قد يتعامل مع هذه القضايا بشكل مختلف، ويسعى إلى تحييد تأثير المحكمة على إسرائيل".وتابع خالفا، "أمل إسرائيل يكمن في أن تجد حماس نفسها معزولة في ضوء هذه التطورات، مما قد يؤدي إلى تخفيف شروط وقف إطلاق النار"، لكنه أشار إلى أن "حماس لا تزال تشترط انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة كشرط لإطلاق سراح المحتجزين، وهو ما يعارضه الائتلاف اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو الذي يرى في ذلك نوعًا من الاستسلام".تتداخل العوامل العسكرية والدبلوماسية في قرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، مع وجود تحديات عدة أمام تنفيذ هذا الاتفاق واستمراره، كما أن الأوضاع السياسية في لبنان وغزة إضافة إلى المعادلات الإقليمية قد تؤثر بشكل كبير على مواقف الأطراف المعنية في المستقبل.
وكالات