من لسان العدو نؤكد النصر، وليس من حالنا العاطفية، او من اعداء الداخل، بل ما يقال على لسان الإعلام والساسة والمفكرين في العدو من أنهم انهزموا في هذه المعركة الحرب، وخير دليل اطلالة نتنياهو بالأمس ليخطب ويعلن واقع ما وصل إليه!
وقد أكد نتنياهو في خطابه أنه خسر الحرب، ولم يعد بمقدوره تحمل خسائر أكثر، وبالشكل كان مريضاً، ولم يعرف النوم، وحركة الجسد لديه تدل على ضغوطات كبيرة يتعرض لها، ربما لم يكن يرغب بإعلان وقف النار، وواضح ضربات المقاومة في العمق اغضبت الداخل بجنون، ولكن قصف تل أبيب صنع هستيريا صهيونية في الأرض المحتلة، وهذا ما كنا نتمناه، ونطالب به منذ اندلاع هذه الحرب العالمية والاعرابية على لبنان! غابت استراتيجيته التي برر من خلالها احقيته لخوض معركة غير مضمونة، فجيش عصابته انهك في غزة، وطالبه باستراحة المقاتل، وان لا يخوض الهجوم على لبنان، لكن النتن خاصم جيش عصابته وأمره بالحرب المخطط لها، وبأهداف ابعاد رجال الله إلى ما بعد الليطاني، والقضاء على حزب الله وعلى قدراته العسكرية!
هذا لم يتحدث عنه، فقط أشار إلى أنه دمر بعض من قدرات المقاومة دون أي دليل، ولم يقدم البراهين!
اليوم في خطابه اعترف بهزيمته من خلال عدة نقاط أهمها أن إسرائيل سترد إذا خرق حزب الله القرار 1701، وهنا اعترف بسقوط نظريته إلى ما بعد الليطاني!
والغريب غاب عن خطابه إشارة إلى قدرته على صناعة وولادة شرق أوسط جديد!
غريب هذا الأمر الذي طبل له هو بفجور، وخاضت فضائيات لبنانية متصهينة وأعرابية ساعات في برامجها كي تشرح هذه الاطروحة النتنياهية بحجة انتصار جيش العصابة، وفرض تغيرات في الشرق الأوسط، وهذا الطرح السابق أعاد أبناء العملاء في لبنان للظهور مذكريننا بخيانات الجد والعم والأب، ولكن الصوص يبقى في زاوية المُهرجين ليس أكثر، ووعود السفيرة الأميركية برئاسة الجمهورية لبعض الرؤوس الفارغة اضاعه الميدان وليس افلام القنوات المفبركة!
لم يتكلم هذا الأحمق المغرور المهزوم نتنياهو عن منطقة عازلة على الحدود بين فلسطين ولبنان، وهذه هزيمة لأسباب حربه، هو وضع ذلك من أهم أهدافه، ولم يتحقق، ولم يتحدث به، ولا علاقة له بذلك، و ال10 كلم مربع للوصول إلى ما بعد الليطاني فقدت من ذاكرته!
لم يتحدث بالمطلق عن نزع سلاح المقاومة لا من قريب ولا من بعيد على عكس خدمه في لبنان ممن يتشدقون عمالة وخيانة، وربما ترك لهم مساحة كي يجعرون فيها!
لم يسمح هذيانه بذكر هذا البند الذي رفعه سابقاً، وهذا دليل قاطع على هزيمته، وهزيمة عصابته، وكل من شاركه من الأعراب وعملاء الداخل اللبناني عسكرياً ومخابراتياً وإعلامياً!
ومن الآخر 929 كلم مربع تقريباً مساحة جبل عامل خاضت حرباً مع جيش يمتلك أفضل السلاح المتطور تكنولوجياً في العالم، ناهيك عن التدريب المعاصر، وامتلاك معلومات مخابراتية عالمية وعربية ولبنانية، وكل العالم القاتل معه ولم يستطيع أن يتخطى الأمتار، وفطائسه تسقط كأوراق الشجر في فصل الخريف، ولم تنفع أفلام التكاذب التي صورت في الماضي وربما في لحظة عابرة لم تطول، ومن صورها حديثاً سقط فطيساً!
نعم، استغل جيش العصابة الصهيونية قرى مسيحية ودرزية حاولت المقاومة أن لا تخوض فيها المعارك لأسباب يعاني منها الكيان اللبناني ليس وقت الحديث عنها، استغلها الصهيوني ودخلها فاسداً، والكل شاهد ما فعلوا في كنائس بعض هذه القرى، ومع ذلك تفوقت مدينة الخيام، وكانت هي التي تحاصر العدو وليس العكس!
وصحيح، هذا العدو المجرم مارس سياسة الأرض المحروقة، والقتل العشوائي للبشر والحجر والشجر، لكنه لم يتمكن النيل من عزيمة رجال الله، والميدان كان شاهداً!
قطعياً إسرائيل ومن معها في الخارج وفي الداخل اللبناني اصيبوا بهزيمة وليس بنكسة مع هذا الاتفاق على وقف النار! وقطعياً نحن من انتصر، نحن أهل الأرض، وشباب المقاومة، والشهداء، وأهل الصبر، ومن تهجر، ومن ساعد أهلنا في كل شبر من لبنان، ومن أمن بالمقاومة، ومن تحمل الغدر وقلة النخوة وتعساء في الوطن، ومن احتضن أهل الضاحية وجبل عامل وبعلبك والهرمل، وكل مسيحي وسني ودرزي شريف لم يستغل الموقف...كل هؤلاء انتصروا، فالنصر في كل الحروب لا يقاس بعدد القتلى وبضخامة الدمار بل بعدم تمكن العدو من تحقيق أهدافه، وأنتم ونحن لم نمكن هذا الصهيوني وتوابعه من تحقيق أي هدف من أهدافه التي أعلنها نتنياهو قبل حربه وخلال همجيته علينا!
نعم الخسارة كبيرة وضخمة، ولا تحتمل إن سجنا فيها، وأهمها استشهاد السيد الشريف نعمة الله على الأرض السيد حسن نصر الله، والسيد العفيف هاشم صفي الدين، وعدد من القادة العسكريين والإعلاميين والمناصرين والمحبين والأبرياء، و....، لكنها الحرب، وهذه الحرب لا تشبه أي حرب، وبقينا على مواقفنا وسلاحنا وشرفنا، وهذا هو الانتصار رغم الخسارة والوجع، وخسارتنا لا تعوض، لكننا نؤمن بأن الرسول استشهد والمسيرة استمرت، وندرك أن وجعنا هذه المرة لا يحتمل، ولكن مدرستنا كربلائية تعطينا الصبر والبصيرة!
وما خسرناه من عمران وذكريات وأحياء وأبنية، فتلك من عند الحافظ المعطي، وباستطاعته إرسال الزلزال ليدمر كل ما نبنيه بلحظة، ونعود ونعمر ما دمنا أحياء، وبعون الرحمن سنشيد البناء!
يبقى القول قبل فوات الاوان أن هذه الحرب هي الدرس الأساسي، ويجب أن تعلمنا الحسم، وعدم التساهل بقضايانا المصيرية، وعدم التسامح مع العملاء، وعدم التواضع فيما يخص الوطن والمقاومة مهما كان الحليف غاضباً، وتنظيف الداخل أصبح أمراً واقعياً ومطلباً ضرورياً للحفاظ على دم الشهداء من بشر وحجر وشجر!